أكد عبد الصمد الديالمي، عالم اجتماع واكاديمي مغربي، أن الثورة الجنسية قائمة فعليا في المغرب، وذلك من منطلق أن غالبية الشباب يمارسون الجنس قبل الزواج، وفق دراسة رسمية. وأفاد أن “هذا واقع قائم، لكن هناك إنكار لهذا الواقع، من طرف الممارس واليساسي” . وأوضح الديالمي، في معرض مداخلته بندوة حول “الانفجار الجنسي والجندي” يوم الخميس 25 يوليوز القائم، ضمن فعاليات مهرجان ثويزا بطنجة، (أوضح) أن الممارسين يجب أن يتبنوا سلوكاتهم، “ونطالب السياسيين بتغيير القوانيين لكي تتماشى مع الواقع”.
وكمثال آخر على قيام الثورة الجنسية، قوله “أن بعض المثليات يعملن على افتضاض بكارتهن، في تحد للرجل الذي يعتبر المفتض الرسمي والعرفي لبكارة الفتاة..ويرفضون الزواج في إطار رسمي مع الرجل، حسب الديالمي الذي أشار إلى أن المثلية الجنسية أصبحت مُطبعة على الصعيد الدولي وعلى صعيد منظمة الصحة العالمية. ولفت أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، إلى أن “الانفجار الجنسي في المغرب والعالمي العربي هو مرحلة انتقالية نحو غد أسعد جنسيا..ويشير هذا الانفجار إلى أحد أبعاد البؤس الجنسي الذي يعيشه الإنسان العربي اليوم”. وأكد الديالمي أن الشعور بالحرمان يؤدي إلى نتيجتين أساسيتين، “أولا، وجود عدوانية جنسية في الفضاء العمومي..كما يعتبر أحد مصادر بناء الشخصية الأصولية المتشددة” على حد تعبيره. وجدد المتحدث مطالبيه بحذف الفصول المجرمة لممارسة الجنس قبل الزواج والمثلية والخيانة الزوجية، “في حين يجب اعتبار هذه الأخيرة قضية مدنية وليس جنائية”. وحتى يكون القانون ملائما للواقع، حسب الديالمي، “لأن التاريخ يذهب للأمام..فقد انتقلنا من مفهوم الزنا إلى مفهوم الفساد، وهذا المصطلح فيه تخفيف لأنه يعتبر جنحة، أما الزنا فيعاقب عليها بالجلد والرجم..ونحن الآن ذاهبون على مفهوم الحرية الفردية”. في ذات السياق، عبرت جمانة حداد، كاتبة ومترجمة وصحافية لبنانية، عن استغرابها من هول الهوة بين العالم الأكاديمي وبين العيش اليومي للناس، متسائلة عن “السبيل نحو إقناع الناس بأهمية معاملة الرجل للمراة كطرف مساو في الحقوق”. وأضافت قائلة، “ينبغي ألا يغرق المثقف في الخطاب النخبوي..وأعتقد أنه ينبغي لنا الوصول إلى الناس ونخبرهم لما نحن في حاجة إلى ثورة جنسية في وطننا العربي، وماذا تعني المساواة في الحقوق باعتبارها قضية إنسانية بالدرجة الأولى”. وأشارت إلى أن الانفجار الجنسي لا يعني بالضرورة العلاقات القائمة في الخفاء، “بل يجب على الممارس أن يتبنى ممارساته ويعلنها” معتبرة أن “النقاش حول غشاء البكارة هو أسخف شيء في التاريخ”. وتوجهت المتحدثة بسؤالها إلى الحاضرات: “من منكن لها الجرأة أن تعلن أنها تريد ممارسة الحنس قبل الزواج؟” وبينما أعلنت إحدى الحاضرات انها غير مقتنعة بذلك، ردت عليها جمانة “أنت لست مقتنعة من منطلق ديني..لأنك لست حرة، فالدين يملك جسدك”.