- السعيد قدري: بعد أزيد من ثلاثة أشهر من الانتظار خلف أسوار السجن المحلي سات فيلاج بطنجة، جاء عشية اليوم الثلاثاء قرار هيئة الحكم بغرفة الجنايات الاستئنافية بالمدينة، على غير ما كان يتمناه الملقب ب "ولد الساحلية" وعائلته ،والذي كان يعمل كسائق سيارة للنقل السري بمدينة البوغاز طنجة. المحكمة قررت الحكم على المعني بالأمر المتهم بالسجن المؤبد ، على خلفية تورطه في قتل شرطي مرور رشيد شخنوتة (44 سنة)، الذي توفي ساعات بعد نقله إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجهوي محمد الخامس بطنجة. غرفة الجنايات بالمحكمة الاستئناف بطنجة ، أدانت المتهم الرئيسي، وأخذته بارتكابه جناية القتل العمد مع سبق الإصرار و الترصد مقرون بجنحة الفرار، إلى جانب تهم أخرى منها اهانة الضابطة القضائية وممارسة النقل السري، والسير في الاتجاه الممنوع وتعريض حياة المواطنين للخطر، كما توبع المتهم أيضا بأداء مبلغ 70 ألف درهم كتعويض خاص لذوي الحقوق. وبهذا الحكم تكون هيئة غرفة الجنايات الاستئنافية قد أسدلت الستار على قضية أثارت الكثير من الجدل، منذ إقدام المتهم على قتل الضحية دهسا بعد عصر يوم الرابع عشر من شهر يوليوز المنصرم على مستوى شارع الحسن الثاني بطنجة، وحينها ، وبعد أربع ساعات بقسم الإنعاش بمستشفى طنجة،عاشت ولاية أمن طنجة، يوما حزينا، بعدما توفي الشرطي رشيد شخنوتة والذي عمل لسنوات في مصلحة المرور. وكان الشرطي الضحية شختونة، يمارس عمله بشكل اعتيادي بساحة أمريكا الجنوبية غير بعيد عن منطقة السوق الداخل، حين انتبه إلى ارتكاب سائق عربة النقل السري من نوع مرسيديس 207، مخالفة، فطلب منه التوقف، وهو ما استجاب له الأخير بداية، فطلب منه الشرطي وثائق السياقة ورخصة مزاولة المهنة. وحين انتبه الشرطي إلى أن السائق يمارس عمله بشكل غير قانوني، رفض السماح له بمغادرة المكان إلى حين إتمام الإجراءات القانونية، وحاول السائق ثني الشرطي عن قراره، لكن أمام إصرار الأخير قام السائق بحركة «مجنونة»، إذ أدار محرك العربة منطلقا بقوة وداهسا الشرطي. وحسب شهود عاينوا الحادثة، فإن الجاني لم يعر أي اهتمام للشرطي، وكان همه الوحيد هو الفرار، إذ انطلق بسرعة كبيرة، لدرجة أن مقدمة السيارة رفعت جسد الشرطي الذي ظلا عالقا بهيكل العربة التي سحلته لمسافة لا تقل عن 200 متر، قبل أن تلقي به على الأرض بعنف، فيما تمكن السائق من الهروب. تبقى الإشارة إلى أن الضحية ووري الثرى بمقبرة سيدي عمار، مخلفا وراءه زوجة وثلاثة أبناء.