ياسين العماري من العرائش : ذُهل الرأي العام بمدينة العرائش،بعد تداول فيديو،يُظهر سيدة تضع مولودها في الشارع العام،أمام البوابة الرئيسية للمستشفى الإقليمي الأميرة للا مريم،الواقع بشارع الجيش الملكي بالعرائش. الفيديو يُظهر سيدة في الثلاثينيات من عمرها،وهي في حالة إعياء كبير،بعد وضعها فوق الإسفلت لمولود ذكر.وأحاطت نسوة كُنّ موجودات في الشارع، بالسيدة المرهقة.وشرعن في تقديم المساعدة لها وتغطيتها عن الأعين،والأجواء المناخية التي كانت باردة. وإستنكرت النسوة ما حدث،وشرعت إحداهن في تصوير المشهد،منددة بالحالة المهينة التي وضعت فيها المعنية بالأمر وليدها.وفي نهاية الشريط ظهرت أطراف الرضيع وهي مُغمسة في الدماء،ما جعل مُتجمهرات يشرعن في ترديد كلمة "لا إله إلا الله" و"حشومة، قسما بالله حتى حشومة ". وكانت آلام المخاض قد دفعت السيدة صباح يوم أمس الجمعة 18 شتنبر،والتي تقطن بالقرب من الجماعة القروية العوامرة التابعة لإقليم العرائش،إلى أن تستقلّ هي وزوجها سيارة طاكسي من الحجم الكبير (كورسة) بإتجاه مستشفى العرائش،في غياب سيارة الإسعاف.وبعد وصولوها طلبت المُولّدة منهما العودة لقريتهما لأن موعد الولادة لم يحن بعد . وقبل أن تغادر السيدة البوابة الرئيسية للمستشفى تضاعفت الآلام،فأجاءها المخاض إلى حائط قريب، وسقطت أرضا لتضع وليدها على الأرض الجرذاء. وفي ردود الأفعال ذكرت وسائل إعلام مختلفة،أن وزير الصحة الحسين الوردي ومباشرة بعد تداول الفيديو،أمر المندوب الإقليمي لوزارته بفتح تحقيق عاجل لمعرفة ملابسات وضع المرأة لمولودها في باب المستشفى. الجدير بالذكر أن مستشفى العرائش يشهد يوميا ولادة أكثر من 25 طفل معظمهم ينتمون للعالم القروي،ولاتزال وضعية جناح الأطفال غير واضحة، بسبب عدم تدشينه بشكل رسمي.وكانت العديد من الهيآت الحقوقية المحلية، قد نددت بما أسمته الوضعية الكارثية للمؤسسة الإستشفائية التي بُنيت في عهد الإستعمار الإسباني . ويقدم ذات المستشفى "خدماته" لمدينتين هما القصر الكبيروالعرائش وقراهما المترامية الأطراف.فيما تفضل العديد من نسوة الإقليم التوجه إلى مدينة طنجة للولادة،بسبب غياب الأطر الطبية والموارد . وكان نفس المستشفى قد عرف أيضا وفاة أربعة رُضّع دفعة واحدة شهر أبريل المنصرم ،ما خلف حالة من الرعب وسط الحوامل، وكذا إستنكار كبير لدى الهيآت الحقوقية التي أصدرت بيانات تنديدية بما أسموه الإهمال الطبي واللامبالاة لمعاناة المواطنين .