– متابعة (أصيلة): لم يفوت أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة، محمد بن عيسى، مناسبة انعقاد ندوة "العرب: نكون او لا نكون"، للتذكير بريادة التجربة المغربية تحت قيادة الملك محمد السادس، في التعاطي مع الحراك الذي عاشته المملكة في سنة 2011، معتبرا أن أصداء ما سمي ب"الربيع العربي"، أتاحت لعاهل البلاد تنزيل أجندته الإصلاحية. وقال بن عيسى، اليوم الخميس، في كلمته الافتتاحية لهذه الندوة الأخيرة، ضمن سلسلة لقاءات الدورة الثلاثين لجامعة المعتمد بن عباد الصيفية، في إطار موسم أصيلة الثقافي، أن الملك محمد السادس، قد أصغى إلى "جوهر الرسالة التي رفعها الحراك أو الربيع العربي، رغم أن ما وصل منه إلى المغرب مجرد أصداء وأطلال". فبعد أن أشار الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، إلى أن الربيع العربي، قد أظهر عيوب بعض الأنظمة السياسية، والمعيقات الداخلية التي عرقلت انطلاقتها نحو التحديث، عرج إلى أن هذا الحراك، أتاح لعاهل البلاد إخراج أجندته للإصلاحات الكبرى، فمضى قدما وبسرعة في تنفيذها بشجاعة وإقدام. وتابع الوزير المغربي في سلك الخارجية سابقا، مبرزا أن التجاوب الملكي مع أصداء الشارع، تعكس "إيمانا من جلالته أن واقع البلاد، بالحراك أو بدونه، يتطلب تلك الوثبة، ولا باس إن صاحبتها موسيقى الشارع". قبل أن يخلص إلى أن المغرب، وبدون مبالغة، يشكل الاستثناء العربي. مضيفا أن هذه الصفة بإمكان أي بلد أن يحوزها، وفق نسقه التاريخي وبنيانه المجتمعي. وأكد بن عيسى، أن " الاستفادة من النموذج المغربي ممكنة كإطار مرجعي للإصلاح السلمي التوافقي"، مبرزا كذلك أن هذه التجربة إن تظافرت مع نماذج أخرى، فإن المجتمعات العربية المنخرطة في الإصلاح، ستكسب مناعة وقدرة على مواجهة ما يتهددها من اخطار لتكون بدل أن لا تكون، حسب تعبيره. وسينكب المشاركون في ندوة "العرب: نكون أو لا نكون"، عبر ثلاثة محاور على مناقشة مواضيع مرتبطة بالأسباب الداخلية والخارجية التي أدت إلى انهيار بعض الدول العربية، وإشكاليات وبدائل المسائل المرتبطة بالدين والدولة والطائفية، قبل العروج إلى تشخيص الأوضاع العربية وتحديات النظام العالمي الجديد.