– محسن الهاشمي (تطوان): شهر رمضان المبارك، هو شهر استثنائي ويختلف عن باقي الشهور في كل شيء، فهو شهر الصيام عن الاكل وشهر الطاعات والعبادات وشهر التقاليد والعادات، وهو أيضا أحد الشهور الذي يرتفع فيه الرواج التجاري ويصبح مورد رزق للعديد من الاسر. في مدينة تطوان تظهر حالة الرواج التجاري بشكل ملحوظ، وهو الرواج الذي يدفع بالعديد من الاسر إلى جعل هذا الشهر إلى جانب كونه شهر الصيام والعبادة، شهرا للرزق والحصول على موارد مالية لاكمال مسيرة الحياة ومتطلباتها بعد رمضان. ترى هذه الظاهرة في أحياء المدينة القديمة وضواحيها، خاصة في الاماكن المحيطة بالاسواق، حيث تقوم العديد من النسوة بخبز كل أنواع الحلويات والفطائر وعرضها أمام أبواب المنازل، أو في الاسواق بعد تكليف إحدى البائعات أو أحد الاطفال لبيعها. وأغلب هذه "المنتوجات" الغذائية التي يقدمها هؤلاء الباعة الموسميون تكون في الغالب فطائر التي يطلق عليها اسم "الرغايف" العادية والمحشوة، وأنواع مختلفة من الحلويات التي تصنع في المنزل ك"الغريبية" وحلوى الثمر و"البريوات" المحلاة بالعسل. وتلقى هذه المنتوجات رواجا كبيرا طيلة شهر رمضان المبارك، حيث يقبل المواطنون عليها بشكل كبير، وما يزيد من الاقبال عليها، كونها معدة في البيوت بالطريقة التقليدية التي يحبها أغلب المغاربة. وتكثر هذه المعروضات منذ اليوم الاول من شهر رمضان في مختلف أحياء مدينة تطوان، خاصة الشعبية منها، انطلاقا من بعد صلاة العصر، حيث يبدأ الصائمون بالتجول في الاسواق من أجل التسوق وشراء متطلبات الفطور. ويتكرر هذا الامر كل يوم طيلة هذا الشهر المبارك، الامر الذي يجعل هذا الشهر مورد رزق هام للعديد من الاسر لكسب بعض الموارد المالية التي لا تستطع الشهور الاخرى أن توفرها لها كشهر رمضان.