تحرص ساكنة مدينة تطوان، «الحمامة البيضاء»، خلال شهر رمضان على الجمْع بين أجواء العبادة والترويح عن النفس وتكريس الطقوس والعادات والتقاليد الدّينية و الاجتماعية الأصيلة المُتوارَثة والضّاربة جذورها في التاريخ. المائدة التطوانية لا تخلو المائدة التطوانية، كغيرها من الموائد المغربية، خلال وجبة الفطور من «الحريرة» أو شوربة «السّميدة» -»الحسوّة»، التي تكون مصحوبة عادة بالتمر والحلويات، الشباكية والبيض وعصير الفواكه، وأحيانا التين العادي أو المُجفَّف، وبعد مرور حوالي نصف ساعة، يتناول الصائم كأسَ حليب وقهوة مع بعض الحلويات والفطائر المتنوعة (البغريرْ، الرّغايفْ، أو المْسمن والمْخيمرات) بحجمها الكبير والصّغير، المحشوة حسب الرّغبة والقدرة.. إضافة إلى «سْلو»، الذي تحرص المرأة التطوانية على إعداده قبل حلول شهر رمضان، مع الحرص على إغناء هذه الأكلة بعدد من المنتوجات التي تنشّط الدّورة الدموية وتغذي الجسم.. وعلى خلاف عادات بعض الأسَر السائدة في عدد من المدن المغربية، خاصة العتيقة منها، والتي تقدم وجبة خفيفة للفطور لتتمكن من إتْباعها مباشرة بوجبة العشاء، تفضّل العائلات التطوانية تأخير وجبة العشاء، على أن تعقبها -بعد ذلك وجبة- السّحور، التي تكون عادة «خفيفة»..