– متابعة: عن سن يناهز 71 عاما، فارق الحياة اليوم السبت، العلامة عبد الله المرابط الترغي، بعد مسيرة حافلة بالعطاء المعرفي في حقل التراث والتاريخ المغربي والأندلسي. ويعتبر العلامة الدكتور عبد الله المرابط الترغي من العلماء البارزين الذين استهواهم التراث المغربي والأندلسي فغاص بين ثناياه منقبا وباحثا ومحققا ودارسا. ولد العلامة عبد الله المرابط الترغي في دار اليعقوبي ب"حومة المصداع" داخل أسوار مدينة تطوان العتيقة سنة 1944. ونشأ في حضن أسرة اشتهرت بحب العلم والاهتمام بالتراث العربي الإسلامي. ألحقه والده العلامة الفقيه محمد بن المفضل المرابط الترغي ب"المسيد" لحفظ القرآن الكريم قبل أن يتابع دراسته الابتدائية و الثانوية بالمعهد الأصيل بتطوان . وبعد حصوله على البكالوريا، التحق بكلية الآداب بتطوان ثم أكمل دراسته بكلية الاداب بفاس، حيث حصل على الإجازة في شعبة اللغة العربية وآدابها سنة 1968. وفي نفس السنة اشتغل مدرسا بالثانوية بمدينة طنجة، ثم انتقل إلى العمل في المركز الجهوي التربوي بنفس المدينة، وقد كان كل ذلك حافزا له على بدل الجهود والتحصيل والتوجه في نفس الوقت إلى استكمال الدراسة بالسلك الثالث، إذ حصل على دبلوم الدراسات العليا سنة 1983 وكان هذا بداية لمرحلة جديدة في حياته الدراسية والعلمية، فالتحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان وأصبح أستاذا مساعدا بشعبة اللغة العربية وآدابها. وقد خلف الراحل، العديد من الأعمال التي تعتبر إرثا ثقافيا وإضافة جادة إلى التراث المغربي، بينها كتاب "فهارس علماء المغرب منذ النشأة إلى نهاية ق 12 للهجرة"، "حركة الأدب في المغرب على عهد المولى إسماعيل: دراسة في المكونات والاتجاهات"، "الشروح الأدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية". وله أيضا مجموعة كبيرة من البحوث المنشورة إلى جانب عروضه العلمية التي ألقاها في العديد من الملتقيات الفكرية والندوات العلمية داخل المغرب وخارجه . واستمر الراحل عبد الله المرابط الترغي، آخر أيام عمره، في جهوده الكبيرة التي لا يصيبها عياء من أجل تسليط الأضواء الكاشفة على التراث الأدبي العميق وتعريف الأجيال الجديدة بالعلامات المضيئة في تاريخ المغاربة الأدبي والفكري . وتوجد في مدينة طنجة، مكتبة تراثية تحمل اسم العلامة عبد الله المرابط الترغي، وهي عبارة عن منشاة ثقافية وفكرية تضم العديد من المؤلفات والكتب، قام الراحل بتحبيسها لفائدة طلبة العلم والباحثين في مختلف المجالات الفكرية والثقافية والأدبية. وهي المكتبة التي كانت قبل أيام محور حفل تكريمي للراحل، احتضنته قاعة المؤتمرات بمكتبة العلامة عبد الله كنون بطنجة.