نظمت مؤسسة عبد الله كنون للثقافة والبحث العلمي بطنجة - مؤخرا- ندوة علمية في موضوع " التدبير البيبليوغرافي : مكتبة عبد الله كنون نموذجا " بقاعة الندوات مؤسسة عبد الله كنون للبحث العلمي و الثقافة بطنجة ، شارك فيها كل من الأستاذ الباحث عبد الصمد العشاب (المشرف على المؤسسة) و الدكتور عبد اللطيف شهبون الدكتور وعبد الله الترغي من كلية الآداب بتطوان والدكتور محمد كنون الحسني رئيس المجلس العلمي بطنجة، بحضور طلبة باحثين (ماستر الأدب العربي وماستر التاريخ). في البداية قام الحضور بتفقد مختلف أجنحة المؤسسة بمعية الأستاذ الباحث عبد الصمد العشاب الذي أطلعهم عن قرب على ما تحويه من ذخائر علمية نفيسة، بعدها افتتحت الندوة ، التي سيرها الدكتور عبد اللطيف شهبون حيث بين الغرض الأساسي منها والمتمثل في الوقوف على ثروة مكتبة المؤسسة في محاولة لإماطة اللثام عن مختلف المصادر والمراجع من جهة و التعرف أكثر على صاحبها الأستاذ العلامة الراحل عبد الله كنون.. الأستاذ الباحث عبد الصمد العشاب قدم عرضا حول ما تم إنجازه بالمؤسسة من خلال استكشاف كل ما يتعلق بهذا الفضاء الكنوني من مصادر مصنفة وكتب واردة . و أشار إلى أن المكتبة تزخر بعدد وافر من المصادر والكتب في مختلف الميادين : الإسلامية،الأدبية، التراثية ، وأن الحديث عن المكتبة يقود بالضرورة إلى الحديث عن البيئة التي ظهر ونشأ فيها صاحبها، وهي بيئة علمية بامتياز سواء بالنظر إلى الأسماء الكنونية التي ساهمت بمؤلفات فقهية وأدبية التي استقرت بفاس. و كان دخول المغرب عهد الحماية والاستعمار، يقول الأستاذ عبد الصمد العشاب ، السبب الذي جعل أسرة عبد الله كنون تهاجر إلى طنجة حيث أدخل الكتاب وهو في سن السادسة . وكان حسب شهادة معلميه نابغة وذا فهم حاد، كما أنه خاض تجربة التأليف منذ سن السادسة عشر. وبعدها قام بتأسيس المعهد الديني بطنجة التابع للمعهد الديني بتطوان، كما مارس السياسة في سن مبكرة من حياته.و في باب العمل الصحافي قام بإصدار "جريدة لسان الدين" بتطوان وجريدة " الميثاق".وكان أيضا رئيسا لرابطة علماء المغرب (1961-1989). و كانت مسألة إقامة مكتبة عامة بطنجة الشغل الشاغل له. الدكتور عبد الله المرابط الترغي اعتبر أن المكتبة لها دور أساسي في تعزيز البحث العلمي الجامعي.و أشار إلى أن مكتبة عبد الله كنون تقدم خدمات للباحثين والدارسين والطلبة من خلال توفير المصادر والمراجع والكتب المختلفة، وما زاد من الحاجة لهذه الخدمات القيمة وجود كليات متعددة التخصصات بطنجة.و تبقى مكتبة عبد الله كنون تضم قسما قيما من المخطوطات الأصلية والنادرة. و نوه بإنجاز فهرس مطبوع لها من طرف الأستاذ عبد الصمد العشاب. و توجه بالشكر الجزيل للأستاذ العشاب على حسن إشرافه على المكتبة وتقديمه المساعدة والنصيحة للباحثين والطلبة. و تبقى المكتبة في الأصل مكتبة خاصة جمعها عبد الله كنون خلال حياته.وهي متخصصة في التراث المغربي. و جاءت كلمة الدكتور محمد كنون الحسني لتؤكد الدور البارز للمكتبة والتي يمكن اعتبارها- حسب تعبيره -صرحا متينا وحصنا للدفاع عن هويتنا وثقافتنا خصوصا أمام التيارات المختلفة التي تغزو المجتمع المغربي.واعتبرها تراثا علميا فريدا بالنظر لما تتضمنه من مخطوطات ووثائق ومراجع مهمة وكتب نادرة. و أشار إلى أن الأدب المغربي لا زال حبيس الرفوف والخزانات ولهذا يرى أن هناك دعوة ملحة للبحث والتنقيب بهدف تحقيق المخطوطات وتخريجها وتعميم الاستفادة منها. و في باب النقاش أكدت المداخلات على أهمية المكتبة و حول كيفية استعارة الكتب و الزمن المخصص للزيارة .. فجاء رد الأستاذ العشاب أن المؤسسة لا تتلقى أي دعم مادي سواء من المجلس البلدي أو من الجهات الوصية على الثقافة بالمدينة . و هي تعمل وفق إمكانياتها المحدودة . و من أجل توفير شروط أفضل للاستفادة من هذه المكتبة الغنية و المتفردة محليا و وطنيا تم اقتراح خلق جمعية اقترح لها الدكتور عبد اللطيف شهبون اسم " جمعية أصدقاء مؤسسة عبد الله كنون " جدير بالذكر أن الحاضرين في هذه الندوة طلبة أتوا من مدن مجاورة لطنجة ، خاصة تطوان و شفشاون والقصر الكبير ووزان .