– المختار الخمليشي (صور: زكرياء العشيري): أسدلت مجموعة "الإمام الغزالي" الطنجاوية، أمس الأحد، الستار على فعاليات الدورة الثامنة لملتقى أصيلة للمديح والسماع، بعرض بهيج من تراث السماع المغربي الأصيل و الموشحات العربية. وعاش جمهور مدينة أصيلة، في آخر سهرات هذا الملتقى الذي تنظمه كل سنة جمعية أهل أصيلة للمديح والسماع بتنسيق مع منتدى المنشدين والمادحين المغاربة بطنجة، لحظات من التجاوب الروحي المباشر، مع باقات من أشهر القصائد والموشحات العربية لكبار شيوخ الصوفية في العالم الإسلامي، التي برع في أدائها شباب هذه الفرقة الطنجاوية، الذين يؤطرهم الشيخ محمد الحنيني، وهو أحد أعلام الإنشاد الديني بمدينة طنجة والمغرب. وانعكس تألق أعضاء مجموعة "الإمام الغزالي"، بشكل واضح على جنبات القاعة الرئيسية لمركز الحسن الثاني للمتلقيات الدولية بأصيلة، التي ارتجت بإيقاع تفاعل وتصفيقات الجمهور العريض الذي غص به هذا الفضاء الثقافي، لاسيما مع لحظات أدت خلالها الفرقة لوصلات من التراث الجبلي الشمالي. وتعتبر مجموعة "الإمام الغزالي"، التي تأسست بمدينة طنجة، على يد المنشد محمد الحنيني سنة 1993، من أهم المجموعات الفنية المغربية المتخصصة في السماع الصوفي، وتهتم بكل ما هو تراثي كالسماع المغربي الأصيل و الموشحات العربية ، قدمت عدة عروض بالمغرب وخارجه ، وأصدرت مجموعة من الألبومات من بينها "يا خير خلق الله" و"يا قاضي الحاجات" و"الله أرجو". كما تميزت السهرة الختامية لهذا الملتقى، بعرض فني لمجموعة أبو أنور للإنشاد الديني برئاسة المقرئ حسن علي شراها بدعم من إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم. وهي فرقة فنية تواصل رسم مشوار فني متميز لها في مجال المديح النبوي والسماع الصوفي. وشكلت لحظة "الحضرة الصوفية المغربية"، التي أداها مجموعة من رواد فن المديح والسماع المغاربة، برئاسة الفنان علي الرباحي والمحتفى به عبد الرحيم الخمسي، واحدة من أقوى لحظات الأمسية الختامية. وهي لحظة دأب الملتقى على اختتام فعالياته السنوية على إيقاعها. أسدل ملتقى أصيلة الوطني للمديح والسماع، الستار على فعاليات دورته لهذه السنة، بنجاح كبير تجاوز الإمكانات المتواضعة المتاحة للجنة المنظمة، في ظل غياب الدعم الكافي من الجهات الرسمية وغير الرسمية، بالرغم من أهمية هذه التظاهرة الفنية في الحفاظ على هذا التراث. ذاك ما أكده منظمو هذه التظاهرة في الكلمة الختامية للمتلقى، حيث طالبوا الجهات المعنية بضرورة الوقوف مع تنظيم هذه التظاهرة السنوية التي من شانها دعم فن المديح والسماع بمدينة أصيلة، حتى ترقى إلى مستوى مهرجان كبير بمكانة عالية في خارطة المواسم الثقافية والفنية عبر ربوع المملكة.