أسدل كل من مجموعة الحضرة العرائشية وفرقة أبناء وبنات زرياب للموسيقى الاندلسية والروحية، ستار الملتقى الوطني السادس للمديح النبوي والسماع الصوفي بأصيلة مساء الأحد بإحياء سهرة فنية روحانية، تفاعل معها جمهور غفير حج إلى بكثافة إلى مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية من أجل متابعة فقراتها. فبزيهن التقليدي، رفرفت نساء وفتيات فرقة الحضرة العرائشية برئاسة الفنانة فاطمة الخماري، بجمهور هذه السهرة الفنية، في معارج الروح، من خلال أداء مجموعة وصلات في المديح النبوي مستمدة من التراث الشمالي الغني بألوان متعددة من الفنون التراثية ذات الأصول الأندلسية. وتعتبر فرقة الحضرة العرائشية التي تأسست سنة 2012 بمبادرة تشاركية بين مؤسسة "ليكسوس " للفنون والتنمية المستدامة ومؤسسة "دار الآلة" لإحياء الموسيقى الروحية التراثية ، مجموعة صوفية مكونة من مجموعة من الفتيات و السيدات من مختلف الأعمار و الأوساط الاجتماعية و المستويات الدراسية ، وينتمين إلى عائلات محافظة من مدينة العرائش. وتثمينا للجو الروحاني الذي تميزت به السهرة الختامية لملتقى أصيلة، صدحت مجموعة أبناء وبنات زرياب للموسيقى الأندلسية والروحية برئاسة محمد بن علال العوامي، بأشعار وموشحات أندلسية متوارثة ,على إيقاع نغمات آلات العود والقانون ومجموعة من الآلات العتيقة, التي تصدر أصواتا متناغمة حافظت على الموسيقى الأندلسية في قلوب وأسماع محبيها على مدى قرون. وحرصت الفرقة الطنجاوية على إضفاء مسحة روحية أكبر من خلال تجسيد طقوس الحضرة التي عادة ما تقام في المناسبات الدينية، كالاحتفاء بذكرى المولد النبوي، مما حول المشهد إلى لوحة فنية ثقافية تمجد الأصالة والتراث. وقد تم تنظيم الملتقى الوطني السادس للمديح النبوي والسماع الصوفي، خلال الفترة ما بين 24 و 26 ماي الجاري، من طرف جمعية أهل أصيلة للسماع والمديح، وبشراكة مع جمعية منتدى الإبداع للمنشدين والمادحين المغاربة بطنجة، وبدعم من الجماعة الحضرية لطنجة. وهي المبادرة التي يؤكد عماد غيلان مدير المهرجان على أنها تمت بواسطة إمكانيات متواضعة جدا لم تمنع من تحقيق النجاح الكبير الذي عرفته الدورة. وجدد غيلان في تصريح ل"طنجة 24"، مطالبته الجهات المسؤولة والمانحة بالعمل على احتضان هذه التظاهرة الفنية التي تهدف إلى الحفاظ على تقليد يحفظ للهوية المغربية وفير تراثها وتصون للموروث ما يستحقه من عناية وكبير انتباه من خلال أنشطة تجمع بين الثقافة والفن الراقي.