في واحدة من أمسيات موسم أصيلة الثقافي الدولي في دورته ال` 33، جددت فرقة "الحضرة الشفشاونية" بقيادة الأستاذة رحوم البقالي، مساء أمس الأربعاء، صلتها بجمهور هذه التظاهرة الثقافية ومنحته بطاقة عبور لعوالم الرضا والنور. وعلى مدى ساعة ونصف من الزمن، أدت هذه الفرقة النسوية المتخصصة في التراث الصوفي والمكونة من 17 عضوة يرتدين الزي التقليدي لمنطقة شفشاون، وصلات في المديح النبوي، تمتح من صميم تراث هذه المنطقة التي تعرف بألوان متعددة من الفنون التراثية ذات الأصول الأندلسية، وأسبغت على مكتبة الأمير بندر بن سلطان مسحة روحانية. وردد الجمهور مع هذه الفرقة التي تعكس اهتمام المغاربة بفني المديح والسماع، مقاطع من صميم التراث الشفشاوني تتغنى بجميل الشمائل المحمدية والقصائد الصوفية المغربية على إيقاعات آلات "البندير" و"التعريجة" و"الدربوكة" و"الطبل". ومما زاد من روعة أداء نساء الحضرة الشفشاونية، حرصهن على تجسيد طقوس الحضرة التي عادة ما تقام في المناسبات الدينية كالاحتفاء بذكرى المولد النبوي، حيث تفترش بعض النسوة الأرض ويشرعن في نقر الآلات الإيقاعية، فيما تقف الأخريات وهن ينشدن و يصفقن و يتمايلن ذات اليمين وذات الشمال، في تناغم مع الكلمات والألحان، ليتحول المشهد إلى لوحة فنية ثقافية تمجد الأصالة والتراث. ومنذ سنة 2008، تحرص فرقة الحضرة الشفشاونية على المشاركة في موسم أصيلة الثقافي الدولي حيث دأبت على تأثيث برنامج الأمسيات الفنية الغنائية لهذه التظاهرة التي ينتظرها جمهور وزوار المدينة الذين يحضرون حفلات هذه الفرقة بكثافة. وتأسست فرقة الحضرة الشفشاونية في شهر مارس سنة 2004، وشاركت في العديد من المهرجانات الوطنية والدولية من قبيل مهرجان الموسيقى الروحية بفاس (يونيو 2005)، ومهرجان "الشرقيات" بسان فلوغون لوفيي (يونيو 2008)، ومهرجان الموسيقى التقليدية بمراكش (ماي 2009)، وموسم أصيلة الثقافي الدولي في دورتي 2008 و2009، إضافة إلى إحيائها للعديد من الحفلات بمعهد العالم العربي بباريس (ماي 2006)، وقصر الفنون ببروكسيل (يونيو 2008).