– متابعة (أصيلة): أسدلت مجموعة "الهدى" المغربي من مدينة طنجة، مساء الأحد، الستار على فعاليات الملتقى الوطني السابع للمديح والسماع، التي امتدت خلال الفترة ما بين 23 و 25 ماي 2014، بسهرة فنية كبرى، تميزت أيضا بمشاركة فرقة واد المخازن من مدينة القصر الكبير. وقد حج المئات من أبناء مدينة أصيلة، وكذا من مدن طنجة وتطوان، إلى قاعة مركز الحسن الثاني للمتلقيات الدولية، من أجل الاستمتاع بلحظات من التجاوب المباشر مع رنين الموسيقى الروحية وعذب القصائد الصوفية، التي أبدعت في أدائهما هاتين المجموعتين الفنيتين الرائدتين. وبمهارة وأداء فني راقي، ألهبت مجموعة "الهدى" المغربية، وهي مجموعة فنية تضم ثلة من شباب مدينة طنجة، منصة السهرة الختامية لهذا الملتقى الفني السنوي، المنظم من طرف جمعية أهل أصيلة للمديح والسماع وبتنسيق مع جمعية منتدى الإبداع للمنشدين والمادحين المغاربة بطنجة، حيث تمكنت ببراعة كبيرة في إثارة حماس الجمهور الغفير، من خلال مزاوجتها بشكل فني بين اللوحات الفنية ذات البعد التراثي المشرقي، مع نظيرتها ذات الطابع الجبلي المغربي الأصيل. وتعد جمعية الهدى المغربية، من بين المجموعات الفنية الرائدة في مجال الإنشاد الديني والسماع الصوفي، وتمكنت بفضل فنها الملتزم وبراعة أدائها، من كسب صيت وطني وعربي واسع، حيث شاركت تحت رئاسة الفنان زكرياء المقراعي وإدارة الإعلامي والمنشد حسن الشرقاوي، في العديد من الملتقيات الفنية داخل وخارج أرض الوطن. وكانت الأمسية الختامية للمتلقي الوطني السابع، قد افتتحت بوصلات فنية من عالم السماع الصوفي، قدمتها فرقة واد المخازن، من مدينة القصر الكبير، وتعد هذه الفرقة هي الأخرى من الفرق الوطنية ذائعة الصيت على الصعيد الوطني، وتضم خيرة من المنشدين والمادحين من أبناء هذه المدينة، أبرزهم الفنان الفاضل الطود والفنان عبد الصمد بريان. الحفل الختامي، عرف أيضا استئناف الإحتفاء بعريس هذه الدورة، عميد المنشدين المغاربة، الفنان علي الرباحي، الذي تسلم مزيدا من الشهادات التقديرية من طرف كبار الرواد المغاربة في فن المديح والسماع الصوفي، اعترافا له بعطاءاته وإسهاماته في مجال الحفاظ على هذا اللون الفني التراثي في مختلف محطات حياته. أسدل ملتقى أصيلة الوطني السابع للمديح والسماع، الستار على فعاليات دورته لهذه السنة، بنجاح كبير تجاوز الإمكانات المتواضعة المتاحة للجنة المنظمة، في ظل غياب الدعم الكافي من الجهات الرسمية وغير الرسمية، بالرغم من أهمية هذه التظاهرة الفنية في الحفاظ على هذا التراث. ذاك ما أكده رئيس جمعية أهل أصيلة للمديح والسماع، أنس الخمال، في الكلمة الختامية للمتلقى، حيث طالب الجهات المعنية بضرورة الوقوف مع تنظيم هذه التظاهرة السنوية التي من شانها دعم فن المديح والسماع بمدينة أصيلة، حتى ترقى إلى مستوى مهرجان كبير بمكانة عالية في خارطة المواسم الثقافية والفنية عبر ربوع المملكة.