– متابعة (أصيلة) : ليلة طرب روحي بامتياز استنشق نفحاتها جمهور الأمسية الثانية للملتقى الوطني السابع للمديح والسماع، الذي تحتضنه مدينة أصيلة على مدى الفترة ما بين 23 و 25 ماي 2014، من خلال الوصلات التي شنفت أسماع الحضور الذي غصت به قاعة مركز الحسن الثاني للمتلقيات الدولية، قادما إليها من داخل أصيلة وخارجها. فعلى مدى أزيد من ثلاث ساعات، حلق جمهور هذه التظاهرة المنظمة من طرف جمعية أهل أصيلة للمديح والسماع، بتنسيق مع منتدى الإبداع للمنشدين والمادحين بطنجة، إلى عوالم من المديح النبوي، من خلال باقات متنوعة من روائع التراث الأندلسي، التي أداها عازفون ومادحون لامعون من الجوق الفني لجمعية شباب الأندلس القادمة من العاصمة الرباط، برئاسة الفنان خالد العوفير ومشاركة العازف هشام البلغيثي. ويعتبر جوق شباب الأندلس، الذي تأسس في مدينة الرباط سنة 1987، فرقة موسيقية رائدة، رفع لواءها مجموعة من شباب هذه المدينة العتيقة من آفاق مختلفة، حيث جمعهم عشقهم وولعهم، للفن الموسيقي الإندلسي الرخيم، بعدما تلقوا تكوينا موسيقيا أكاديميا بمختلف معاهد العاصمة، كما تضم المجموعة الفنية، ثلة من الموسيقيين العصاميين، الذين أثبتوا أن الولع بهذا الصنف الموسيقي، يمكن أن يصنع فنانين لامعين يحملون هم أيضا هاجس الحفاظ على الموسيقى الأندلسية، والتفاني في نشرها في أوساط الشباب على المستوى الوطني والدولي. وبنفس الحماس والحس الفني الراقي، أخذ شباب جوق جمعية أهل أصيلة للمديح والسماع، مكانهم فوق منصة السهرة، مطلقين العنان لأداء راقي عبر ألوان من القصائد المأثورة في عالم مأثورات السماع والمديح التي استلهمها كبار شيوخ الصوفية على مدى التاريخ الإسلامي، وهي أداءات ألهبت حماس الجمهور الغفير المتشبع بحب الله تعالى ورسوله الكريم محمد صلى الله لعيه وسلم. وجمعية أهل أصيلة للمديح والسماع، التي تحمل على عاتقها عبئ تنظيم هذه التظاهرة بالرغم من جملة الإكراهات المختلفة، هي جمعية فتية تأسست سنة 2002، بهدف القيام بأنشطة متعددة، فهي تعنى بفن المديح النبوي والسماع الصوفي وكذا الموسيقى الأندلسية وفق النغم المغربي الأصيل، كما حملت على عاتقها مأمورية الحفاظ على هذا الموروث الفني الأصيل، من خلال عقد لقاءات فنية وثقافي مع مختلف الجمعيات والفرق التي تنشط في هذا الميدان على امتداد ربوع المملكة. وكان اليوم الثاني من هذا الملتقى، قد تميز أيضا بتنظيم مائدة مستديرة حول موضوع "واقع القصيدة الصوفية بين أزمة التجديد و ضرورة الحفاظ على المأثور"، الإبداعات الفنية للفنان علي الرباحي نموذجا، وهو اللقاء الذي أطره الشاعر "أحمد الحرايشي". وستحمل السهرة الختامية لهذا الملتقى مساء الأحد، الجمهور، مع إبداعات أخرى سيقدمها مداحو وسماعو فرقتي واد المخازن للمديح والسماع من القصر الكبير، ومجموعة الهدى المغربية من مدينة طنجة.