عاش المولعون بالموسيقى الأندلسية لحظات من التجلي الروحاني، ليلة السبت الماضي، على إيقاع سهرة كبرى للموسيقى والسماع بمناسبة شهر رمضان الأبرك. وأحيى هذه السهرة، التي نظمتها جمعية نسائم الأندلس لهواة الطرب الأندلسي بطنجة، جوق ليالي النغم برئاسة عبد السلام الخلوفي ومرافقة عبد السلام السفياني ومجموعة من الفنانين في هذا التراث الموسيقي من طنجة والرباط وسلا وتطوان. واستمتع الحاضرون بأشعار وموشحات أندلسية متوارثة ، على إيقاع نغمات آلات العود والقانون ومجموعة من الآلات العتيقة، التي تصدر أصواتا متناغمة حافظت على الموسيقى الأندلسية في قلوب وأسماع محبيها على مدى قرون. وقدم جوق "ليالي النغم"، على الخصوص، مجموعة من المقامات المعروفة لدى المولعين بالموسيقى الأندلسية، من بينها على الخصوص نوبات "الحجاز الكبير" و "العشاق"، قبل ختم السهرة ، بمجموعة من الموشحات الصوفية والأمداح التي تعكس الروحانية التي تعم هذا الشهر المبارك. وفي كلمة له خلال بداية السهرة، أكد رئيس جمعية نسائم الأندلس السيد أحمد كنون ، أن هذه المبادرة تندرج في إطار جهود الحفاظ على هذا التراب العربي الأندلسي، وكذا الاستجابة إلى انتظارات جمهور طنجة المولع بهذه الموسيقى. وأشار إلى أن الجمعية تواصل بالتالي التزامها بمهمتها الرامية لإغناء المشهد الثقافي محليا ووطنيا والمساهمة في إشعاع هذا الصنف الموسيقي التراثي المغربي، مبرزا في هذا الصدد نجاح الدورة الأولى من ملتقيات هواة الموسيقى الأندلسية في أبريل الماضي بطنجة. وشكلت السهرة مناسبة لاحتفال جوق طنجة للموسيقى الأندلسية "ليالي النغم" بالذكرى ال` 25 لتأسيسه على يد المعلم عبد السلام الخلوفي، بمعية مجموعة من الشباب المتمكنين من الموسيقى الأندلسية، مما أهله مباشرة بعد التأسيس بالفوز بالجائزة الأولى لمهرجان "أندلسيات شفشاون". وقد شارك جوق "ليالي النغم" في مهرجانات وسهرات بكل من طنجة وأصيلة وفاس والرباط والدار البيضاء، كما أوصل سحر الموسيقى الأندلسية إلى الخارج بكل من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والجزائر واليونان والشيلي. وساهم الجوق أيضا في إغناء الأرشيف الموسيقي للقناة الأولى بتسجيله مجموعة من الأغاني والموشحات والأمداح والمقاطع الصوفية، فيما حل رئيسه ضيفا على مجموعة من البرامج الموسيقية المتخصصة في موسيقى الآلة والطرب الغرناطي والملحون من قبيل "ميراث" و"الكلام الموزون".