– عصام الأحمدي: عاد مسلسل الهجرة غير الشرعية، ليسطر مزيدا من فصول المخاطرة بالأرواح في سبيل بلوغ "الفردوس الأوروبي"، على نحو في غاية الحدة. حيث عاشت سواحل مدينة طنجة، خلال الأسبوعين الماضيين، فصولا مارطونية، كان آخرها إحباط محاولة قام بها 48 شخصا بشكل جماعي. وأفضى التدخل الذي نفذته قوات الأمن المغربية يوم السبت الماضي، بحسب ما أفادت به ولاية طنجة، من حجز ستة زوارق مطاطية وأدوات للإبحار، كان المتسللون المنحدرون من دول مختلفة جنوب الصحراء الإفريقية، يعتزمون استعمالها في الوصول إلى الضفة الشمالية. وجاء هذا التدخل، ضمن سلسلة عمليات تقوم بها قوات الأمن المغربية بشواطئ طنجة بين الفينة والأخرى، للحيلولة دون تسلل المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا، مثل العملية التي أسفرت يوم الخميس الماضي عن توقيف 21 مهاجرا، بحسب ولاية طنجة. لكن الفصل الأكثر خطورة في مسلسل الهجرة غير الشرعية انطلاقا من طنجة، كان يوم الجمعة 24 أبريل الماضي، عندما تسبب 22 مهاجرا غير شرعي،في غرق رجل أمن مغربي من جهاز القوات المساعدة، خلال مشاركته في إحباط محاولتهم التسلل إلى إسبالنيا، انطلاقا من شاطئ "الأميرات" (شرق طنجة). وأحبطت مصالح الأمن بطنجة، العديد من محاولات الهجرة السرية، وأوقفت العشرات منهم كانوا على أهبة ركوب البحر،خاصة بشواطي المريسات والمنار ومرقالة،كما شنت في نفس السياق حملات أمنية لترحيل المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء نحو مسقط رأسهم. وأمام تكرار تدخلات السلطات المغربية، للتصدي لمحاولات الهجرة السرية، يرى الناشط الحقوقي، محمد بنعيسى، أن "على المغرب التخلي عن دور دركي لصالح أوروبا، وعدم السماح للاتحاد الأوروبي بالتملص من مسؤولياته في إيجاد سبل لتوفير السلام ووقف الحروب الأهلية في البلدان الأفريقية، التي تدفع أبنائها للهجرة بحثا عن واقع أفضل". من جانبها تشير معطيات مصالح الإنقاذ الاسباني الى تصاعد في وتيرة محاولات الهجرة غير الشرعية من طرف المهاجرين الافارقة، خلال الأشهر الاخيرة ،حيث تم انقاذ المئات منهم فيما لقي اخرون مصرعهم غرقا في عرض البحر. كما شكلت مياه البحر الأبيض المتوسط، خلال الأسابيع الأخيرة، مسرح مآسي إنسانية بالجملة، تجلت غرق الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين، ينحدرون من دول عربية وإفريقية، خلال محاولتهم الوصول إلى السواحل الأوروبية انطلاقا من ليبيا وتركيا وتونس، بعدما فروا من بلدانهم التي تعيش ويلات الاضطرابات الأمنية والاجتماعية. ويعزو مراقبون تصاعد وتيرة الهجرة السرية، الى تحسن أحوال الطقس التي تحفز المهاجرين الافارقة على ركوب مغامرة البحر في اتجاه الضفة الاخرى،و ارتفاع أعداد المهاجرون المنحدرين من جنوب الصحراء القادمين إلى التراب المغربي.