كانوا يستعدون للإنطلاق نحو الضفة الأخرى من الجنوب الإسباني ، حين تم إيقافهم أول أمس ، بنقط مختلفة على طول الساحل المتوسطي لطنجة ، وهم يحملون معدات الإبحار ، وكأن الأمر يتعلق برحلة جماعية ” للحريك “. مصالح الأمن بطنجة تمكنت من إلقاء القبض على حوالي 50 مرشحا للهجرة السرية ، ينحدرون من مختلف دول جنوب الصحراء ، بعد إحباط مجموعة من المحاولات في يوم واحد ، حيث تم توقيف صباح أول أمس الأربعاء ، مجموعات متفرقة كانوا يرغبون في الوصول إلى المواقع التي حددها لهم المنظمون للهجرة على متن قوارب مطاطية في اتجاه السواحل الإسبانية. هذه الحصيلة جاءت نتيجة تشديد المراقبة التي فرضتها خلال الأيام الأخيرة ، مختلف أجهزة الشرطة بولاية أمن طنجة بتنسيق مع عناصر القوات المساعدة المكلفة بحراسة الساحل المتوسطي للمدينة ، بعدما تم تسجيل توافد أعداد كبيرة من المهاجرين الأفارقة ، من دول جنوب الصحراء على المنطقة ، وانتعاش نشاط ” الحريك ” انطلاقا من شواطئ طنجة. الحملة التي تشنها السلطات المحلية ضد ظاهرة الهجرة السرية ، أسفرت عن إلقاء القبض على ثلاثة مهاجرين أفارقة بالقرب من ميناء طنجةالمدينة ، وبحوزتهم قارب مطاطي و6 مجادف و5 صدريات للانقاذ ، كما تم إحباط محاولة أخرى كانت ستتم انطلاقا من منطقة المنار بعد إيقاف 12 مرشحا ، وأخرى بشاطئ الغندوري حين كان يستعد حوالي 20 شخصا ينتمون لدول إفريقية مختلفة للإبحار. هذا الإقبال على ” الحريك ” ، الذي تشهده سواحل طنجة ، يأتي بعد تسجيل ارتفاع ملحوظ في أعداد مهاجري دول جنوب الصحراء ، الذين صاروا ينتشرون بالعديد من الأحياء بضواحي المدينة ، كما شجعهم على ذلك قيامهم بتنظيم عمليات الهجرية غير الشرعية بالاعتماد على إمكانياتهم الخاصة دون حاجتهم لشبكات اعتادت استغلالهم من خلال الاستفادة من مبالغ مالية مهمة مقبال تنفيذ حلمهم في الالتحاق بالتراب الإسباني كما كان الحال قبل الأزمة الاقتصادية . خلال الثلاث أشهر الأخيرة ، تمكنت مصالح ولاية أمن طنجة من إيقاف 377 مهاجر إفريقي ينحدون من مختلف دول جنوب الصحراء ، 63 منهم فقط تم تنفيذ في حقهم قرارات ترحيلهم إلى نقط تسللهم عبر الحدود المغربية الجزائرية ، فيما الباقي تم تحديد هويتهم وإطلاق سراحهم رغم وجودهم بشكل غير شرعي فوق التراب المغربي لانتهاء مدة صلاحية الوثائق التي يتوفرون عليها. وكان أكبر عدد من الموقوفين خلال شهر شتنبر المنصرم ، حيث بلغ 170 مهاجرا ، أغلبهم تم إلقاء القبض عليهم بالمجمع السكني ” العرفان ” ، ولم يتم ترحيل سوى 30 منهم فقط ، فيما آخرون يقيمون بطنجة في انتظار حصولهم فرصة ” الحريك “. محمد كويمن