يبدو أن استفاء النصاب القانوني أو تنافيه في مجلس مدينة طنجة لم يعد العامل الوحيد في انعقاد الدورات أو فشلها، بعدما أصبح الأمر بيد أطراف من خارج هذا المجلس الذي أصبح حلبة بهلوانية أكثر من مجلس تمثيلي للمواطنين، على حد وصف البعض . فقد تفاجأ أعضاء مجلس مدينة طنجة بقيام مجموعة من تجار سوق كاساباراطا باقتحام قاعة المجلس حيث كانت تجرى دورة أبريل العادية مرددين بشعارات تندد باستمرار المجلس الحالي رغم حالة فقدان الثقة فيه الموجودة في صفوف المواطنين. وشرع التجار في ترديد شعارات تصف أعضاء المجلس من دون استثناء ب "الشفارة" و"الكذابين" وغيرها من الشعارات التي تشير إلى عدم حل المشاكل التي يعاني منها هذا السوق الشعبي ومنها إعادة بناء البوابة الكبيرة وإقامة المرافق الضرورية للسوق الذي استهدفته عدة أعمال هدم من اجل ترميمه قبيل انتخابات 2009 التي أفرزت مجلسين جامعيين معطوبين حسب وصف متتبعين للشان المحلي.
وأمام هذا الوضع، اضطر العمدة فؤاد العماري الى رفع الجلسة التي تكفلت بنسفها هذه الاحتجاجات، ثم انسحابه من قاعة الاجتماعات وسط حصار هؤلاء المحتجين له.
كما قام التجار بالاعتصام داخل قاعة الجلسات في مشهد وصف بتشكيل أغلبية جديدة ومنسجمة داخل مجلس الجماعة الحضرية الذي لم يعد هناك أي داع لاستمراريته ما دام غير قادر على مواكبة مشاكل المواطنين.