– متابعة: دفعت المواجهات العنيفة التي تنشب بين عصابات المخدرات بمنطقة بني مكادة بين الفينة والأخرى، بسكان المنطقة إلى التفكير في تنظيم خطوات احتجاجية، ضد ما يعتبرونه بحالة "الانفلات الأمني" الخطيرة، وإنتشار جميع أنواع الفساد والإجرام أمام أعين المكلفين بالسهر على سلامة المواطنين. وأكد عدد من المواطنين، أن تكرار مثل هذه المواجهات الدامية بشكل مستمر، بين عصابات ومافيات المخدرات بمنطقة بني مكادة، ينذر بقدوم ما هو أسوء، الأمر الذي يهدد أمنهم وطمأنينهم، ويمنعهم من التجول بحرية خصوصا في ساعات متأخرة من الليل، حيث تتحول المنطقة إلى مكان مليء بمتعاطي ومروجي المخدرات ممن ينتهزون غياب العناصر الأمنية للقيام بأفعال إجرامية يندى لها الجبين. وأضاف السكان، في حديث لصحيفة "طنجة 24"، أنهم أصبحوا يفكرون بشكل جدي في النزول إلى الشارع للإحتجاج ضد حالة إنعدام الأمن، وذلك بعد أن فشلوا في إيصال مطالبهم بشكل ودي للمصالح المعنية، حيث تقدم هؤلاء بالعديد من الشكايات من أجل التدخل العاجل لإحلال الأمن بالمنطقة، إلا أن الأمر يبقى على ما هو عليه رغم ذلك. وتكررت في الأونة الأخيرة بمنطقة بني مكادة، العديد من المواجهات العنيفة بين مروجي المخدرات بكافة أنواعها، كانت أخرها تلك التي حدثث يوم الأحد الماضي، حيث إستقبل قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس الجهوي، أربعة جرحى أصيبوا جراء تعرضهم للضرب بواسطة أسلحة بيضاء، خلال مشاركتهم في اقتتال نشب بين عناصر منتمين إلى عصابتين، إحداها تنتمي إلى حي أرض الدولة والأخرى إلى حي مبروكة. وتسببت هذه المواجهة التي إستمرت من ليلة السبت إلى زوال الأحد الماضيين، في خلق حالة من الرعب الشديد في صفوف المواطنين، اللذين قاموا بإغلاق محلاتهم التجارية والإختباء في منازلهم، إلى حين إنتهاء هذا الشجار الدموي، في غياب تام للعناصر الأمنية، اللذين لم يكلفوا أنفسهم عناء القدوم رغم طول مدة الشجار. كما شهدت نفس المنطقة، نهاية الشهر الماضي، معركة دموية رهيبة استعملت فيها السيوف والقناني الزجاجية، بين عصابتين من حي مبروكة وبئر الشعيري، حيث تحولت أزقة حي الأخير على مدى قرابة ساعتين إلى أشبه ما يكون بساحة حرب مفتوحة، بلغ عدد المتناحرين من كل الطرفين نحو 50 شخصا، سببوا فوضى عارمة لم تتمكن معها عناصر الأمن من احتواء الوضع إلا بعد وصول إمدادات. وتعتبر أحياء بني مكادة، منطقة عصية على الأجهزة الأمنية، حيث تعد مسرحا لمختلف الاختلالات الأمنية في طنجة، نتيجة كونهما مرتعا لتجار المخدرات، ووكرا لممارسة جميع أنواع الفساد الأخلاقي أمام أعين رجال الأمن. وتثار هذه الحالة الأمنية، في الوقت الذي ترسم فيه ولاية الأمن بالمدينة صورة إيجابية لتحركاتها من خلال الإعلان عن أعداد من الموقوفين، كان أخرها توقيف 5000 شخص ما بين مبحوث عنه وبين متلبس. كما أنه ورغم إعلان الأجهزة الأمنية، تمكنها خلال سنة 2014، من توقيف 38 ألف و 532 شخص متلبسين في جرائم متنوعة تتعلق أغلبها بالإتجار في المخدرات وأخرين مبحوث عنهم، حسب إحصائيات حديثة صادرة عن ولاية أمن طنجة، إلا أن هذه الأخيرة تبقى عاجزة أمام الإنتشار المهول لهذا النشاط، وفشل الإستراتيجية الأمنية الرامية لإحباط أي محاولة إجرامية في مهدها، مما يستوجب معه إعادة النظر في مدى نجاعة أساليب هذا الجهاز بالمقارنة مع تطور العقل والفكر الإجرامي لدى المبحوث عنهم.