– سعيد الشنتوف: ما تزال الخلافات القائمة بين مروجي المخدرات في منطقة بني مكادة، ترخي بظلالها المرعبة بين الفينة والأخرى في أحياء المنطقة، مثلما حدث مساء أمس السبت، عندما التقى جمعان ينحدر أفارده من حي مبروكة وحي بئر الشعيري، في معركة دموية رهيبة استعملت فيها السيوف والقناني الزجاجية. وحسب شهود عيان، مواجهات عنيفة اندلعت بشكل مفاجئ بين أشخاص قدموا إلى حي بئر الشعيري بهدف تصفية حسابات معينة مع خصوم لهم هناك، غير أن الأمر سرعان ما تطور إلى فوضى عارمة اضطر العديد من ألأصحاب المحلات التجارية إلى إغلاق أبوابهم خوفا من تداعيات الاقتتال. وحسب نفس المصادر، فإن أزقة الحي المذكور، قد تحولت على مدى قرابة ساعتين إلى أشبه ما يكون بساحة حرب مفتوحة، حيث بلغ عدد المتناحرين من كل الطرفين نحو 50 شخصا، سببوا فوضى عارمة لم تتمكن معها عناصر الأمن من احتواء الوضع إلا بعد وصول إمدادات. وتعتبر أحياء بني مكادة، منطقة عصية على الأجهزة الأمنية، حيث تعد مسرحا لمختلف الاختلالات الأمنية في طنجة، نتيجة كونهما مرتعا لتجار المخدرات، بالرغم من التدخلات التي تقوم بها أجهزة الأمن بطنجة، بين الفينة والأخرى. وأسفرت عملية أمنية سابقة في بني مكادة، عن توقيف ثلاثة من أفراد عصابة تنشط في مجال ترويج المخدرات الصلبة، ويتعلق الأمر بثلاثة أشخاص من عائلة واحدة، معروفة بغائلة "كينوس"، ويقضون حاليا عقوبة سجنية بتهمة الاتجار في المخدرات. وتتحدث السلطات الأمنية في طنجة بشكل دوري، عن توقيف العديد من المشتبه فيهم، في عدة جنايات وجنح، من بينها السرقة باستعمال التهديد بالسلاح الأبيض، وحيازة وترويج المخدرات، ضمنهم عدد كبير من المبحوث عنهم بموجب مذكرات محلية ووطنية. وتمكنت الأجهزة الأمنية، خلال سنة 2014، ةمن توقيف 38 ألف و 532 شخص، بينهم متلبسين في جرائم متنوعة ومبحوث عنهم محليا ووطنيا، حسب إحصائيات حديثة صادرة عن ولاية أمن طنجة. وحسب نفس المصدر، فإن ضمن هؤلاء الموقوفين يوجد 10 ألف و 45 شخصا، تم ضبطهم بعد صدور برقية بحث في حقهم على الصعيد المحلي والوطني، بناء على الاشتباه في تورطهم في قضايا مرتبطة بالمخدرات والعنف، إضافة إلى الجرائم المالية. بينما تم ضبط 37 ألف و 487 شخص في حالات تلبس بارتكاب جنح وجرائم مختلفة، على رأسها جرائم السرقة وحيازة وترويج المخدرات، كانوا في إطار عصابات إجرامية تنشط بمختلف الأحياء والمناطق.