– متابعة: في الوقت الذي أدار فيه الجميع ظهورهم له وتنكروا لعطاءاته الإبداعية والفنية، تنفس الفنان العالمي العربي اليعقوبي، الصعداء، بعد أن أمر الملك محمد السادس، بتخصيص معاش شهري لعميد المسرحيين المغاربة، ليستعين به على فاقته وحاجته اللتين لازمتاه طويلا. الفنان العربي اليعقوبي، البالغ من العمر 84 سنة، سيحظى أخيرا بمعاش استثنائي، كالتفافتة ملكية، إلى وضعيته الاجتماعية والصحية المترديتين، بعد أن تنكر له مختلف الجهات المسؤولة على الحقل الثقافي وغيره في المدينة وخارجه، حيث عانى سنوات طويلة تحت وطأة الفقر والمرض، دون أن تشفع له مسيرته الحافلة بالعطاء والإبداع في الساحة الفنية. وبالرغم من تنظيم العديد من حفلات التكريم التي خصصت فقراتها إلى الفنان العربي اليعقوبي، كما هو الشأن خلال إحدى دورات المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، والمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، فإن ذلك لم ينفعه أبدا في تحسين وضعيته المادية والاجتماعية. وكانت الجماعة الحضرية لطنجة، قد أوقفت بشكل مفاجئ إعانة كانت قد خصصتها للفنان العربي اليعقوبي، لأسباب غير مفهومة، بالرغم من هزالة تلك الإعانة التي وصفها بعض أصدقاء الفنان المذكور، بأنها لا تغني ولا تسمن من جوع. ولد الفنان العربي اليعقوبي سنة 1930 بمدينة طنجة، وبين دروب هذه المدينة التاريخية، كبر وترعرع ونما حبه لخشبة المسرح وتصميم الأزياء، قبل أن يحترف هذه المهنة. واشتغل الفنان العربي اليعقوبي مع كثير من السينمائيين العالميين المرموقين منذ أوائل الخمسينات كمصمم الملابس. نذكر على سبيل المثال لا الحصر " عطيل " لأورسون ويلز (سنة 1952) ولم يكن هذا المبدع يتجاوز سنه حينها 22 عاما، وفنانين آخرين في فترات متفرقة من مساره الإبداعي والفني.