– محمد سعيد أرباط: السوق البراني هو من الأماكن الشهيرة في طنجة، وهو مكان معلوم لم يبقى له من السوق إلا الاسم، وحتى هذا الاسم بدأ يندثر رويدا رويدا تحت الاسم الجديد "ساحة 9 أبريل". هذا السوق يحضر في رواية شهيرة للكاتب والصحفي والطيار الفرنسي جوزيف كيسيل (Joseph Kessel) تحت عنوان "Au Grand Socco" وترجمته الحرفية إلى العربية هي "في السوق الكبير" وطبعا المقصود هو السوق البراني. هذه الرواية ألفها جوزيف كيسيل بعد زيارته إلى مدينة طنجة في الفترة الدولية مع بداية سنوات الخمسينيات وصدرت الرواية سنة 1952 تحت العنوان المذكور، وهي الرواية التي تأتي بعد حوالي 50 عملا أدبيا لجوزيف كيسيل. وتجري أغلب أحداث رواية "في السوق الكبير" أو السوق البراني، في ساحة هذا السوق خلال الفترة الدولية عندما كان يعتبر من الأماكن المثيرة بطنجة حيث يكثر الضجيج والهرج وتلتقي جميع الأجناس البشرية. ويعد "البشير" الصبي الاحدب البالغ من العمر ما بين 12 و 14 سنة، البطل الرئيسي لهذه الرواية، إذ يتميز بإجادته لرواية القصص داخل السوق البراني ب"صوته الذهبي" على طريقة ألف ليلة وليلة. ويتمكن البشير من جذب المستمعين الطنجاويين بشكل كبير بسبب براعته في رواية القصص التي يختلقها من خياله الواسع ويساعده في ذلك اثنين من معاونه من الصبيان، وهي القصص التي تعد بمثابة قصة داخل القصة، وهي التركيبة التي تتشكل عليها رواية كيسيل. وجوزيف كيسيل هو طيار فرنسي شارك إلى جانب السلاح الجوي الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية وهو إضافة إلى ذلك كاتب وصحفي ولد في 10 فبراير من سنة 1898 في الارجنتين. وانتقل رفقة والده الطبيب من أصل يهودي صمويل كيسيل إلى فرنسا حيث ترعرع ودرس هناك، وتميز بغزارته في التأليف الأدبي حيث تمكن من تأليف أكثر من 70 رواية وتوفي في 23 يوليوز من سنة 1979 في مدينة أفيرنيس بفرنسا.