– عصام الأحمدي: لم تفتح سينما "ألكازار" بمدينة طنجة، أبوابها منذ أزيد من عشرين سنة، وبالمقابل افتتحت عشرات المحلات التجارية في محيط هذه المعلمة الثقافية التاريخية، بينها تلك التي تم إحداثها داخل فضاء سينما "كابيتول" المجاورة، الذي صار عبارة عن مركب تجاري. تقع سينما "ألكسار" في قلب إحدى أعرق ساحات مدينة طنجة، ساحة "باب طياطرو" (طياطرو تعني بالإسبانية المسرح) بشارع إيطاليا، على شكل بقايا بناية آيلة إلى السقوط، بعد أن كانت مسرحا للكثير من الأحداث الفنية والتاريخية التي توثق مرحلة هامة من التاريخ الفني والمسرحي لمدينة البوغاز. وتم افتتاح هذه المعلمة الثقافية، سنة 1914، تحت مسمى "مسرح ألكزار" الصغير، وكانت في بدايتها تعرض المسرحيات قبل أن تتحول إلى قاعة سينمائية. وتتوفر صحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، على صور صادمة حصرية، من داخل سينما "ألكازار"، توضح الحالة الكارثية التي آلت إليها هذه القاعة التاريخية، في ظل تعثر مختلف الوعود والمشاريع المتعلقة بترميم بناية سينما "ألكازار"، التي سبق أن بثها مسؤولو المدينة والمركز السينمائي المغربي، في أكثر من مناسبة، غير أن أيا من تلك الوعود والمشاريع، لم يظهر لها أي أثر في الوقت الذي مرت فيه الذكرى المئوية الأولى لتدشين هذا الصرح الثقافي وسط صمت غريب. وكان والي طنجة، محمد اليعقوبي، قد أكد أثناء لقاء مع فعاليات المدينة، أن السلطات المحلية، تمكنت من اقتناء بناية سينما "ألكازار" إلى أملاك مدينة طنجة، غير أنه لم يكشف عن أي جدول زمني للشروع في إعادة تأهيلها وترميمها، في إطار مشاريع "طنجة الكبرى" وقبل سنتين، أعلن نور الدين الصايل، المدير السابق للميكز السينامئي المغربي، عن برنامج يهدف إلى تشجيع الاستثمار في القاعات السينمائية من أجل خلق 250 قاعة، حيث تم برمجة عدد من القاعات في مدينة طنجة، من بينها سينما "ألكزار" للاستفادة من الصيانة والترميم في أفق فتحها. لكن الصايل، سرعان ما عاد بعد سنة واحدة من هذا التصريح، ليكشف أن هناك تعثرا في برنامج إعادة تهيئة سينما "ألكزار"، محملا المسؤولية إلى السلطات المنتخبة، التي لم تلتزم بالبدء في مشاريع الرميم. وتوجد سينما "ألكازار"، ضمن قائمة قاعات سينمائية لم يشفع لها تاريخها العريق الذي يعود إلى أيام الحقبة الدولية لمدينة طنجة، في أن تحظى بالعناية التي تستحقها، من قبيل سينما "لوكس"، وسينما "كويا" وسينا "مبروك" وغيرها. وتتوفر طنجة تتوفر فقط على أربع قاعات سينمائية نشيطة، هي "موريطانية"، "باريس"، الريف"، "روكسي"، من أصل 34 قاعة موزعة على مجموع التراب الوطني، بعد أن كان مجموع قاعات السينما في المغرب يتجاوز 300 قاعة خلال العقود الماضية.