في كل منطقة شعبية تجد مطعما تتخطى شهرته حدودها الجغرافية، و "مطعم حمادي" أشهر من أن لا يهتدي اليه احد من العارفين بدروب طنجة وسكانها القدامى، اذا مارس غوايته وسحره الخاصين على عشاقه من داخل المدينة وخارجها، بل وعشاقه من خارج المغرب. بداية الحكاية
بعد شراء المطعم أواخر سنة 1924 من طرف المدعو حمادي، أوعز لمعاونيه بالعمل على عدم اضافة اية لمسة غير تلك التي بداخل المطعم والى غاية اليوم، بهدف الحفاظ على عليه في شكله الأول، فالتزم ابناؤه بعد ذلكك بالوصية، ليجدوا انفسهم امام ارث وجب المحافظة عليه. المطعم يوجد بزنقة يملأ التاريخ هواها، وتمثل استثناء داخل مدينة طنجة، حيث سكانها يزينونها كلها بالنباتات، وهو متخصص في طهي جميع انواع السمك والطاجين، ولا يعتبر مكانا للأكل فحسب، بل اصبحت الطقطوقة الجبلية جزءا من ماهية المكان ومصدر عز وافتخار لأصحابه. يقول احد رواده: " في المطعم حمادي تحس بنفسك كأنك في بيتك، إذ أن صاحب هذا الفضاء نهج طريقة للترحيب بضيوفع على العادة المغربي، تبدأ برنات جرس تضرب جذورها في التاريخ، تعلن عن قدوم الضيف، وليس الزبون.
سحر خاص
سمعة المحل تسبقه رغم وجود الكثير من المطاعم السياحية المصنفة، اي ان المطعم يمتلك سحرا خاصا جعل كافة الناس على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية يتجهون اليه رغبة فيما يقدمه من اطباق شعبية مميزة. لكن في احيان اخرى لا تجد الرغبة في الأكل هي الأهم، بل غواية وخصوصية الفضاء المميز تجذب اليها عشاقه كل مساء.
مطعم حمادي في طنجة له وجه عالمي يدركه من عرفوا المكان عن قربن إذ استطاع ان يجلب ابرز مشاهير العالم، ويؤكذ عبد الله الذي قضى ما يزيد عن 35 سنة بالمطعم، انه كثيرا ما يشاهد اناسا يدخلون وسط حراسة تمنية، مما يؤكد ان شخصية مشهورة ولجت المطعم، ومن بين زائريه رئيس جنوب افريقيا، وابن عم ملك السعودية فهد بن عبد العزيز والكثير من الفنانين العالميين.