فرضت عليّ الأحكام الصادرة في حق الرفاق الخمسة في ورزازات عن محكمة الاستئناف بالمدينة برفع الحكم إلى شهرين موقوفي التنفيذ والإبقاء على غرامة 4000 درهم لكل واحد منهم ، مع إضافة تهمة أخرى لصكوك الاتهام بإهانة موظفين عموميين وسبهم و ... (ألفنا هذا النوع من التهم إلى حد التخمة !!) ، علما أن الحكم الإبتدائي لم يصدر إلا بالغرامة المحددة أعلاه ، قلت فرض علي هذا الحدث العودة – مرة ثانية – لموضوع ورزازات !!! لماذا هذا الإصرار على معاقبة مناضلي المنطقة سياسيين كانوا أو نقابيين أو هما معا ، إلى حد أصبح من الواضح (وتفسير الواضح مفضح !!) أن هناك أيادي – ليست بالضرورة خفية ! – تريد تقديم الفعل النضالي النقابي والسياسي النظيف والمنحاز للطبقات المحرومة بالمنطقة ، قربانا لجهات لا تريد أن تقوم قائمة للنضال النقابي بالجهة ، لتشابك المصالح وتواطؤ المسؤولين من أطياف متعددة وصمتهم عما يجري ، بل تشجيعهم على تصفيته ليخلو الجو للاستغلال الوقح للمنطقة وساكنتها !! كيف يمكن فهم طرد المئات من المستخدمين في قطاع الفنادق وعمال المناجم وفبركة ملفات وتلفيق تهم يقدم على أساسها المسؤولون السياسيون والنقابيون أمام المحاكم ، وتعقد جلسات وجلسات للتداول في تهم وملفات تتبين للعين المجردة تفاهتها والخروق المرافقة لها ! فلم لم تراها عين قضائنا المجردة ؟؟؟ كيف تتم محاكمة وإدانة مناضلين لمجرد أنهم طالبوا بتطبيق القانون الذي وضعه المسؤولون أنفسهم على علاته ؟؟ يجب البحث عن الجواب في مكان آخر : المنطقة حبلى بالمشاريع الكبيرة التي تسيل لعاب كبريات الهولدينغات سواء على المستوى المنجمي أو الطاقي (الطاقة الشمسية أساسا) أو السياحي السينمائي ، ولا يمكن استغلال هذه الموارد استغلالا يدر أرباحا كبيرة إلا إذا توفر السلم الاجتماعي بمفهومه المخزني ، أي اتركونا نستثمر ونستغل وننهب بلا صداع وبلا تبرزيط !! طبعا المبرزطون هم هؤلاء المناضلون الذين يمثلون أشواكا في حلوق مافيات وروافد الفساد والاستبداد ، وكل الوسائل مباحة بل مستحبة لإخراس أصواتهم وتركيعهم وتيئيس جماهير العمال وساكنة المنطقة وإبعادها عن نخبتها المكافحة حتى يسهل هضمها ومص دمائها ! فصبرا أهل ورزازات ومنطقتها ، ومزيدا من الالتفاف حول مناضليكم ، فهم منكم وإليكم ! ومزيدا من رص الصفوف – وقد كانت مناسبة فاتح ماي فرصة عبرتم من خلالها عن ذلك – على كل الواجهات وفي كل المراحل حالا واستقبالا ! واعتبروا بحكاية الثيران الثلاثة : أكلت يوم أكل الثور الأبيض !! دمتم رائعين صامدين مكافحين ، وإن غدا لناظره قريب ..