صدرت عن دار سندباد للنشر والإعلام بالقاهرة رواية " المتعبون " للكاتب والقاص المغربي الحسن ملواني، وقد جاءت الكتاب في حجم متوسط ضاما بين دفتيه 100 صفحة مقسمة إلى 7 فصول أو مشاهد. وتأتي رواية " المتعبون " ثمرة مجهودات الكاتب السردية، بعد إصداره لمجموعتين قصصيتين : " أجوبة مختصرة " و" مشاهدات ". وتعرض الرواية لحياة صحفي اضطرته طبيعة مهنته المعروفة بمهنة المتاعب إلى مواجهة صعوبات يومية، فهو يخرج من بيته كل يوم على موعد مع الموت الذي يخندقه في حركاته وسكناته، ويتربص بكل خطوة يخطوها، وهو على علم بأنه يترك وراءه زوجته وابنته اللتين تظلان في انتظاره كلما خرج لإعداد تفرير أو تحقيق، أو كلما هم بأخذ وسائله المعهودة: آلة تصوير وقلم وكراسة، " إنه صابر، زوجها الذي صار في ذاكرتها في عداد الموتى، خاطبته بشفتين مرتعدتين( صابر، لم يمت إذن، ) قالت ذلك وسقطت." ( المؤلف ص 11)، فمشاكله ومتاعبه لا تنتهي، تبدأ من أول لحظة يوجد فيها في قلب الحدث" التفاصيل تقتضي المزيد من السرعة والجري والتصوير والكتابة والتحقيق والردود والبحث المضني وانتظار المفاجآت الكاشفة للمستور". والغريب في أمر مهنة البطل الصحفي كونها متشظية بين ما هو واجب في ضمان حق القراء المتتبعين في المعلومة ومعرفة ما يجري ويدور من حولهم، وواجب إنساني في تدخله لإغاثة المظلومين وتقديم المساعدة الاجتماعية والنفسية كما هو حال بطل الرواية الذي تدخل غير ما مرة بصفته إنسانا " يتحدى التعب والإرهاق من أجل ما يراه عملا إنسانيا، إنه يؤمن بجدوى ونبل رسالته، فهو يحاول كشف أسرار الواقع واستشراق خفايا، منبها ومنذرا خشية سقوط المجتمع ضحية العبث والظلم والتعصب الأعمى المؤذي للإنسانية ". فعبر فصول الرواية يقف القارئ على الحالات الإنسانية التي تدخل فيها الصحفي، بحيث كان عامل النجاة للطفلة التي انزوى بها مجهولون لاغتصابها، وسبق له أن تعرض للنصب والاحتيال من لدن الزوجة المزعومة التي التقاها في الزقاق وطلبت منه التدخل لإصلاح ذات البين بينها وبين زوجها الافتراضي، وانطوت عليه حيلتها بعدما تأكد في المرة الثانية بأن البيت كان وهميا وهي عادة اتخذتها المحتالة للنصب على ممتلكات الفرائس المصطادة. ... يتبع