نظمت الأنسجة الجمعوية بالجنوب الشرقي لقاء دراسيا من أجل الترافع حول نفق« توشكا» تحت شعار « جميعا من أجل نفق توشكا» يوم السبت 22 شتنبر 2012 بقصر المؤتمرات بمدينة ورزازات. وابتداء من الساعة العاشرة صباحا طفقت القاعة تغص بالمشاركين، المثكال من النساء والأيم منهن، وآباء ضحايا حادثة ممر توشكا وأمهاتهم وأقربائهم ورؤساء الجمعيات النشيطة بالجنوب الشرقي، وثلة من الفاعلين والمهتمين. وقد بلغ عدد الحاضرين 335 مشاركا حسب تصريح سارد التقرير ومعده في الختام. ولما كان من المنتظر أن تحضر في المكان وفي الموعد 300 مشاركا فقط، فإن هذا المؤشر الكمي يعبر عن سلامة قصد سكان الجنوب الشرقي وعدالة قضيتهم. وكانت حادثة السير التي خلفت 47 ضحية بالممر الجبلي تيزي ن توشكا، بالأمازيغية وليس تيشكا، الفاصل بين الأطلس الكبير الأوسط والأطلس الكبير الغربي يوم 4 شتنبر 2012 النقطة التي أفاضت الكأس فعجلت بعقد لقاء ترافعي حول تحقيق مطلب الولوج السليم والآمن إلى مناطق الوطن لدى سكان جنوب جبال الأطلس الكبير عامة. وأما الاهتمام بالمشكل أو على الأقل الإحساس به فقديم للغاية، وحسبنا أن أقاليم الجنوب الشرقي ورزازات، زاكورة، تنغير، الرشيدية، كانت تقضي بعض الوقت وهي تشكو خصاصة بفعل تعذر المرور إلى شمال المغرب ووسطه. وتتكرر هذه المعاناة كلما هطلت الثلوج وحدث الصقيع وكان خطر الانزلاق. فالمرور إلى وسط المغرب وشماله ممكن عبر ممر تيزي نتلغمت، وممر باب نواياد، وعبر دمنات وتيزي ن توشكا، لكنه لا يخلو من خطر الحوادث التي تحصد أرواح سكان الجنوب الشرقي وأما سكان شمال جبال الأطلس الكبير والأطلس المتوسط فيستغنون عن زيارة الجنوب الشرقي ولا يكلفون نفوسهم عناء السفر ولا يقدمون على المجازفة، إلا كل من ينزل المنطقة وهو راغم استجابة لانتقال تأديبي، ولا يتوافر على نفقات السفر عبر الطائرة إلى ورزازات. ولم يكن الولوج إلى وسط المغرب وشماله سليما قبل عصر العرباتVéhicules المشتغلة بالمحركات، ذلك أن كل سكان الجنوب المغربي مدعوون لتكليف من يحرسهم من « الزطاطة» بالممرات الجبلية الاستراتيجية، وكل من لم ينخرط في القافلة المحروسة يكون مصيره الهلاك. ونسجل أنه بمحيط تيزي نتلغمت الاستراتيجي مقابر المسافرين والتجار الذين لم يدفعوا واجب المرور. وغير بعيد عن هذا الممر تقع عين تسمى « اشرب واهرب». ولا تستقر كل الدول التي ترددت على حكم المغرب على قرار ولا يؤتى لها الملك ولا تعز حتى تسيطر على الطريق التجارية سجلماسة فاس، وخاصة مسار الأطلس الكبير الشرقي من فج غيور إلى فج تيزي نتلغمت. وأما مسار سوس الأدنى [درعة] مراكش فهو ذو شأن من قبل بناء مدينة الصويرة في النصف الثاني من القرن الثامن عشر ومن بعده حيث يعد معبرا تجاريا بين مراكش وواحات الساورة والداورة. وباختصار، فعبور جبال الأطلس الكبير غير يسير في تاريخ المغرب فمن لم تقتله الثلوج لم ينج من خطر قطاع الطرق الماضية، ومن لم ينج من الثلوج لن ينجو من حوادث السير خطرها في الأيام الحالية. ويمكن القول، استنادا على الآثار الباقية من قبور الغرباء المتناثرة قرب الممرات الاستراتيجية بجبال الأطلس الكبير، أن ما حصدته أخطار عبور الجبال أكثر مما حصدته معارك السيطرة على المجال. وفي جميع الأحوال فالأمر لا يطاق، والحمل ثقيل، ونداء سكان الجنوب الشرقي بحثا عن صريخ قول فصل بعيد عن الهزل. نعتمد في في هذا المقال، عدا ما يخص الجانب التاريخي، على تقرير أولي سرد في ختام الجلسة من لدن منجزه أحد الفاعلين الجمعويين الثقات، وعلى بعض المداخلات والكلمات في ما يخص الجانب العلمي والحقوقي للمرام.. ذكر في بداية التقرير شعار اللقاء «جميعا من أجل نفق تيشكا [توشكا]»، أشير على سبيل الحصر إلى أقاليم الأنسجة الجمعوية المشاركة فيه، «الرشيدية ، تنغير، ورزازات وزاكورة»، وإلى الشركاء في اللقاء «المجلس البلدي لمدينة ورزازات واللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان الرشيدية/ ورزازات» ومكان اللقاء وزمانه «قصر المؤتمرات بمدينة ورزازات بتاريخ 22 شتنبر 2012». وأما علة اللقاء فكان «الفاجعة التي وقعت في تيشكا والتي أودت بحياة 47 شخصا حضره 335 مشاركا ومشاركة، [كما سلفت إليه الإشارة] منهم 58 أنثى»، ذكر في التقرير تمثيلهم الجغرافي، إقليمورزازات، 194 مشاركا، إقليم زاكورة 88 مشاركا، إقليمالرشيدية 16 مشاركا، تنغير 28 مشاركا. ودعما للمرافعة على القضية العادلة الولوج الأمن والسليم لسكان الجنوب الشرقي المغربي إلى باقي مناطق الوطن حضر من المدن المغربية، أكادير، الرباط ، البيضاء 09 مشاركا. وأما اللجنة التنظيمية فكان عدد المشاركين فيها 20 شخصا لا بيان عنهم حسب ما سمع في مكان اللقاء وطيلة أمده. أشار التقرير إلى «الهدف العام لليوم الدراسي تأسيس حملة ترافعية من أجل فك العزلة على الجنوب الشرقي»، وأما الأهداف الخاصة فكانت «التأثير الإيجابي على صناع القرار السياسي من أجل إنجاز نفق توشكا» و«تحديد آليات الحملة الترافعية ووسائلها» و«تحديد آليات المتابعة« انتظم اللقاء كما أريد له في أربع جلسات سُطّرت في برنامج مضمن في وثيقة أدرجت في ملف موزع على المشاركين إثر استقبالهم، يحمل في معلومات الرأس ثلاث هيئات، الأنسجة الجمعوية بالجنوب الشرقي، بلدية ورزازات، اللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان لجهة الرشيديةورزازات، وأما الأنسجة الجمعوية فقد تبين من رسومها الضوئية كما ثبت في ورقة عنوان الملف الموزع نسخه على المشاركين أنها، النسيج الجمعوي للتنمية والديموقراطية بإقليم زاكورة (RAZDED)، وشبكة الجمعيات التنموية لواحات الجنوب الشرقي(RADOSE) وفيدرالية الجمعيات التنموية بتنغير والنسيج الجمعوي للتنمية بورزازات(TAOD). الجلسة الافتتاحية جرى فيها تقديم كلمة الأنسجة الجمعوية لمنطقة الجنوب الشرقي وكلمة بلدية ورزازات وكلمة اللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان وكلمة تأبينية لضحايا فاجعة توشكا. وضمن الجلسة الافتتاحيةِ كلمِة مسيرها اتضحت معالم اللقاء. لقد تحدث السيد المسير بصيغة الجمع المتكلم، ولا جناح عليه فقد جرد من نفسه شخصا رمزيا يمثل المشاركين جميعهم والمنظمين، فكان لذلك التجريد وقعه، حيث يخاله المتتبع جهة الجنوب الشرقي بأكملها تتحدث عن نفسها وتعبر عن همومها، تصرخ وتستنكر، تتحدث حديثا يفيض منه حب الجهة، ويستنشق من نشره الارتباط الوثيق بأرض الجنوب مهد الحضارة والقيم. ولا أحد يشك في سلامة قصد السيد مصطفى لويزي مسير الجلسة والتقدير الذي يكنه للمنطقة. ولا غرو، فقد ذكر أن مناسبة اللقاء الالتحام على واحدة من القضايا العادلة لدى سكان جنوب جبال الأطلس الكبير جلهم. وتجنبا لكل تأويل ننقل ما سمعناه عنه بالحرف «نلتقي كمجلس وطني لحقوق الإنسان، وكمنتخبين، وكفاعلين، وكمصالح خارجية، أي أن جميع الفاعلين هم اليوم في الموعد مع محطة تاريخية ألا وهي محطة استشراف آفاق واعدة) لجهة الجنوب الشرقي. (واليوم وكاستمرار لعملٍ دؤوب للأنسجة الجمعوية من سنوات عدة، عملٍ تعاوني طبعه التنسيق، عملٍ ترافعي من أجل القضايا الحية الواقعية والحقيقية للجهة). وبعبارة أخرى، (إذا كان الالتئام من أجل نفق توشك [مستمرا]، فهو ترجمة للفعل وتنفيذا، لإحدى توصياتنا وأفكارنا التي طالما رافعنا من هذه القاعة بالضبط [يقصد قصر المؤتمرات بمدينة ورزازات] ومن قاعات أخرى، وفضاءات أخرى بالجنوب الشرقي. فكل مرة اجتمعنا فيها لتوحيد الرأي، نستحضر قضية التنمية بجهتنا ونحسبها قضية أساسية، وأن إنشاء غار توشكا هو كذلك رافعة لتنمية حقيقية. إننا لا نريد أن نقدم النتائج قبل المقدمات نريد أن نقوم بعمل تمحيصي دراسي علمي ونكون جميعا أصقب إلى السؤال بطول متساو ، والسؤال هو ما العمل؟ فالمسألة تهم الجميع، وليست مسألة فاعل بمفرده. فالكل مطالب الآن ليقوم بدوره، في إطار تشاوري وتعاوني وتشاركي مع الأطراف الأخرى. فلا أحد يمكن أن يختزل المسافة مفردا دون تعاون الآخرين. لقد كنا حريصين أن ندعو كل من له المصلحة ونناديه، ونناشد من لهم الاهتمام جميعهم، ومن يحق لهم الحضور في هذا المحفل الترافعي أجمعين. فاليوم نريد أن ننصت للجميع، ونرغب في الاعتناء بقضية من قضايانا الحية عنوانها فك العزلة التي طالما شكلت شعارا مركزيا في مرافعتنا». وباختصار كان اللقاء الدراسي الذي نظمته الأنسجة الجمعوية بالجنوب الشرقي وشركاء آخرين مكانا للذاكرة، ذاكرة كل الضحايا الذين توفوا بالممرات الجبلية في تاريخ المغرب عامة وذاكرة الضحايا الهالكين إثر الحادثة المذكورة، لوقوف 335 مشاركا في اللقاء دقيقة واحدة، صامتة من حيث الخشوع، لكنها ذات دوي ووقع بقراءة الفاتحة ترحما على أرواحهم، ذات دوي لما أعلن السيد مسير الجلسة العلمية محمد خويا عن الاكتفاء بنزر من المداخلات فألقى عليه الحاضرون بعضهم باللائمة. وما كانت المناسبة ليتخللها الصمت تعبيرا عن المأساة، لأن أمد الصمت طويل بدأ منذ أن كان المغاربة يعبدون إله أطلس أو (إتل أس) أي غشي النهار بالأمازيغية، إلى اليوم، حيث ظلت هذه الجبال جبار تلتهم أرواح سكان الجنوب الشرقي. نقدر الآن سكان المغاربة الأقدمون لما عبدوا إله أطلس ونقد في هرقل [نصفه إله ونصفه إنسان] شجاعته لما قدم إلى إله أطلس وبالمناسبة بحث عن حدائق الهيسبريس حيث يوجد التفاح الذهبي. نقدر في القائد الروماني المغامر جراءته لما عبر فج تيزي ن تلغومت ووصل حوض كير. ولا نغفل التنويه بدور شارل دو فوكو لما تطوع لاكتشاف المنطقة منتحلا صفة يهودي مغربي تحت وقع الخوف من جبال الأطلس وسكان جنوب جبال اطلس. لقد غامر الأقدمون الآلهة منهم والبشر وعبروا عن مغامرتهم بالإقدام إلى السفر إلى المنطقة وتحدوا غله أطلس الذي يغشى النهار ويلتهم الإنسان. فإذا كان زوار المنطقة قد اكتسبوا قدرا وشجاعة ومغامرة لما عبروا جبال الأطلس. فما القول في الذين يعبرونه باستمرار وينتظرون مؤونة تأتيهم من شمال جبال الأطلس، ويقدمون أرواحهم [قرابين لجبال الأطلس] لري توشكا، وتلغمت، وباب نواياد، ومصطريد، وتيزي نماوط فود، وفج أمسد، وغار زعبل، وخوانق تودغى، وخوانق دادس، وفم العمشان، ممرات وأفواه، وأبواب، ومسالك، ومجاهيل مهمشة ومنسية؟ لم يغفل التقرير المذكورمكان الذاكرة في افتتاح الجلسة «بقراءة الفاتحة على أرواح ضحايا الفاجعة التي أودت بحيات 47 مواطنا ومواطنة بتيشكا [توشكا، وبعدها كلام السيد رئيس الجلسة المشار إليه، ثم كلمة السيد عبد الرحيم شهيد ليقدم باسم الأنسجة الجمعوية بالجنوب الشرق، تم كلمة السيد سعيد افروخ نيابة عن السيد رئيس المجلس البلدي والسيد عبد الكبير احجو باسم اللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الانسان جهة الرشيدية – ورزازات، وفي آخر الجلسة الافتتاحية قدم الاستاذ عز الدين تاستيفت كلمة تأبينية لضحايا الفاجعة». وكل الكلمات ذات دلالة في معناها وفي مبناها، ويمكن العودة إليها بعد حين. الجلسة العامة الثانية كانت حول نفق تيشكا والأثار المتوقعة وهي جلسة علمية حول ثلاث مداخلات، ورقة تقديمية حول نتائج الدراسات المنجزة حول نفق، ومداخلة حول النتائج الاقتصادية والاجتماعية لإنجاز النفق على المجالين السياحي والثقافي. وشاءت الصدفة أن تقدم مداخلة رابعة لمهندس قدم من وزارة التجهيز استيجب لملتمسه الذي عرضه على منصة التسيير علما أن لا أحد دعا الوزارة ممثها للحضور أو المشاركة. بيان المداخلات:« - ورقة تقديمية حول نتائج الدراسات المنجزة حول نفق تيشكا للأستاذ الزوبير بوحوت - النتائج الاقتصادية والاجتماعية لإنجاز النفق المتوقعة على الجهة للمهندس محمد بجغيط كممثل لوزارة النقل والتجهيز. - الآثار المتوقعة لانجاز النفق على المجال الترابي للأستاذ الكبير اوحجو. - الآثار المتوقع على المستوى السياحي للأستاذ احمد شهيد. تناولت المداخلتان الأولى والثانية الاختلالات البنيوية التي تعرفها منطقة الجنوب الشرقي، إن على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي، والسبل الكفيلة لمعالجة هذه الاختلالات حيث قدم المتدخلان بشكل علمي الدراسات التي أنجزت مند سنة 1974 حيث وقف المتدخلان عند دراسة مكينزي التي انطلقت سنة 2004 وحُينت سنة 2010، وأشارا إلى مجموعة من الدراسات التفصيلية التي أعدت وأهمها، الجدوى الاقتصادي، والدراسات التمهيدية التي شملت الجانب الجيولوجي، والهدرولوجي ...، وتناول الاخوان بإسهاب التكلفة والاشكاليات المرتبة عن العلو، التهوية والسلامة الطرقية. وبموازاة ذلك قدم السيد ممثل وزارة النقل والتجهيز رؤية الدولة المغربية من خلال مخطط عمل الوزارة في إطار المراجعة النقدية للدراسات المنجزة، وتحيين هذه الدراسات، حيث أشار إلى أن الوزارة بصدد القيام بمجموعة من الدراسات التفصيلية محاورها: - الجسور والطرق - التهوية والإشارات [التشوير] - الاستغلال، ومنظومة السلامة الطرقية، والوقع البيئي، والجدوى الاقتصادي. - إشكالية الاشراف والصيانة ، والشركاء .... وفي ما يخص التكلفة الاجمالية للمشروع فقد اجمع المتدخلون على أنها مرتبطة بالدراسات المحينة التي ستنجز، ومع ذلك فقد قدر المتدخلون تكلفة المشروع ب10 مليار من الدرهم . قدم الأخوان فضلا عن ذلك مجموعة من العناصر التقنية ذات علاقة بالمشروع، من قبيل المسافة التي سيتم ربحها، وكذا الوقت الذي يمكن الاستفادة منه، وإمكانية التحقق، وكذا التسمية. المداخلتان الثالثة والرابعة للاستاذين الكبير اوحجو واحمد شهيد تناولتا على التوالي الآثار المتوقعة لإنجاز النفق على المجالين السياحي والثقافي، وقد كان المدخل الأساسي لهاتين المداخلتين، المرجعيات الدولية والوطنية لحقوق الإنسان وبالأخص: - العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية - الأهداف الإنمائية للألفية. - دستور 2011. - توصيات هيئة الانصاف والمصالحة وبالأخص الشق المتعلق بجبر الضرر الجماعي. واعتمد الأخوان في مداخلتيهما على مقاربتين أساسيتين وهما المقاربة الحقوقية والمقاربة المجالية، وكذا مبدأ العدالة الاجتماعية بين مختلف المجالات الترابية على المستوى الوطني، حيث انطلق السيد لكبير احجو من تشخيص للمجال انطلاقا من المخطط الوطني لإعداد التراب الوطني حيث اشار الى مجموعة من الثنائيات والتقابلات المعتمدة في الخطاب الرسمي للدولة والتي يجب العمل من أجل تجاوزها وهي : الشمال / الجنوب، الشمال كأقطاب النمو / الجنوب كأقطاب نائية، المغرب الغني / المغرب الفقير، السهل الإعداد والصعب الإعداد، كما تتطرق الاخ اوحجو إلى مجموعة من الآليات التي يمكن اعتمادها لمعالجة مجموعة من الاختلالات المرصودة وأهمها آليات التضامن والتماسك الاجتماعي وآليات الحق في التنمية وآليات جبر الضرر الجماعي . الأستاذ احمد شهيد تناول، من جانبه، بإسهاب البعد التاريخي للمنطقة والمتميز بالغنى الحضاري و الثقافي للمنطقة والفرص المتاحة في مجال السياحة والمتمثلة أساسي في السياحة الجبلية، والسياحة الاستشفائية والواحية، وكذا المؤهلات الاقتصادية التي لم تستغل من أجل النهوض بالمنطقة». بعد ذلك فتح باب النقاش، وراود بعض المتدخلين شكوكا من أن تكسيل الجهات المسؤول قد يضرب أحلام شق غار توشكا. وهناك من اجتهد فرأى أن الدولة إن لم تستطع طولا أن تشق الغار وتضمن الولوج الآمن والسليم لسكان الجنوب الشرقي فإنه بإمكان السكان الاكتتاب إلى حين تحقيق المراد. وفي بعض المداخلات بيان الوقع الذي خلفته مداخلة السيد المهندس، الذي تحدث عن المأمول في البدء شق غار جبلي، وخلق بذلك أملا لدى الحاضرين، لكنه صيره يأسا، على حين غفلة، لما أثبت أن الأمور يمكن أن تتعسر، ويشتد الهول لصلد حجر جبال الأطلس في موضع توشكا، أو لمعضلات أخرى تعتزي للهيدرولوجيا والجيوفيزياء. فما عليه معول. وباختصار فقد «تبين شغف المشاركات والمشاركين للمساهمة في إغناء النقاش، وبعد جدل جُدّل بشكل مستفيض وعميق خلص المشاركات والمشاركون الى مجموعة من التوصيات كان أهمها : - إدراج مشروع النفق[الغار] ضمن الأوراش الوطنية الكبرى - عقد دورات استثنائية للمجالس المنتخبة حول نقط فريدة تتعلق بالنفق - تشكيل لجنة للمتابعة ذات تمثيلية متنوعة تشمل جميع الفاعلين - استتمار الأرشيف الفرنسي والدراسات المنجزة لإغناء بنك المعلومات حول المشروع. - تعميم الدراسات المنجزة حول المشروع على جميع الفاعلين - إحداث وكالة لتنمية الجنوب الشرقي. - القيام بحملات تحسيسية وتواصلية حول أهمية الحملة الترافعية - تنظيم ندوة صحفية حول الموضوع . - البحث عن البدائل الممكنة من اجل فك العزلة. - المرافعة في اتجاه فك العزلة الداخلية. - استثمار الفرص المتاحة من داخل الدستور وبالأخص المادتين 15 و 66. - الاتصال بالمنظمات الحقوقية الدولية من أجل المساهمة في الحملة الترافعية». الجلسة الختامية مخصصة لتسطير برنامج عمل المرافعة، وتحديد آليات المتابعة وفيها سرد تقرير اللقاء، وهو تقرير أولي الذي اعتمدناه كما سلفت إليه الإشارة وصنفت المرافعة برنامجها في أربع محاور. فالمحول الأول علمي، أوصى المشاركون فيه بتنظيم «تنظيم ندوة دراسية علمية مع وزارة التجهيز حول مداخل فك العزلة عن منطقة الجنوب الشرقي». والمحور الثاني سياسي، أو بالأحرى، حسبه المشاركون مدخلا سياسيا، إن خصص لعقد «لقاءات مع المتدخلين التاليين، جهة سوس ماسة درعة وجهة مراكشالحوز تانسيفت، وجهة مكناس تافيلالت» في التقطيع الإداري الجهوي الحالي، و«وكالة تنمية مناطق الواحات، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، ووزارة التجهيز والنقل، والفرق البرلمانية». وأما المحور الثالث فيرام فيه التحسيس من ذلك عقد «لقاءات بالأقاليم الأربعة حول موضوع فك العزلة»، وتنظيم «مسيرة نحو معبر تيشكا للتعريف بخطورته»، و«تخليد ذكرى الفاجعة بإشكال تعبيرية مناسبة»،و«تنظيم آليات للتضامن مع أسر الضحايا ومتابعة ملفات التأمين»، و«المرافعة من أجل تحديد مصير ممتلكات الضحايا».وبرز في المحور الرابع المخصص للتقييم والتتبع عقد «لقاء لتقديم نتائج المرافعة في افق شهرمارس 2013»، و«تشكيل لجنة لمتابع تنفيذ البرنامج منفتحة على مختلف الأطراف». ثلاث مقاربات طبعت اللقاء الترافعي، المقاربة الحقوقية والمقاربة العلمية والمقاربة المجالية. وأما المقاربة التاريخية فحضورها ضعيف، لكن اللقاء وإن كان يروم إنشاء أبواب منبلقة بجبال الأطلس الشم، فقد بلق الباب بلقا أمام كل الفاعلين للقيام بعمل يخاله السيد مصطفى لويزي «تمحيصيا دراسيا علميا». وستنظم الأوراش واللقاءات والأيام الدراسية. إنها دينامية للتخفيف من هول الأطلس في صورة حاجز جبلي، لا في صورة معبود وثني قديم، وذلك بتوحيد التمثل حول القضية، بما هي قضية عادلة تهم المغاربة جميعهم. ولا شك، أن هذا التمثل لا يكتمل بدون تعميق الفهم في البعد التاريخي، وتفصيل القول في البعد الحقوقي، وتأسيس المطلب على الدراسات العلمية بإشراك الجامعات والمعاهد.