النفق سيقام على طول 10 كلم بتكلفة 10 ملايير درهم أوصى المشاركون في اليوم الدراسي الذي نظمتها اليوم السبت 22 شتنبر، الأنسجة الجمعوية بالجنوب الشرقي والمجلس البلدي لمدينة ورزازات واللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، بالترافع من أجل إقامة مشروع نفق "تيشكا" على الطريق الرابطة بين مدينتي ورزازات ومراكش، وهي الطريق التي كانت مسرحا لحادثة السير التي أودت بحياة 47 شخصا. ودعت الفعاليات المدنية والسياسية المشاركة في هذا اللقاء الذي انعقد تحت شعار "جميعا من أجل نفق تيشكا"، إلى جعل مشروع النفق الذي سيمتد على مسافة 10 كيلومترات، ورشا من الأوراش الكبرى بالمغرب من قبيل مشروع "TGV"، والطرق السيارة والموانئ الكبرى، وذلك من أجل فك العزلة ورفع التهميش عن أقاليم الجهة المشكلة من مدن ورزازات، زاكورة، تنغير، والراشيدية. وقال عبد الرحيم شهيد في كلمة له باسم الأنسجة الجمعوية بالجنوب الشرقي، أن حادثة السير التي أدت إلى مقتل 47 شخصا، كانت مناسبة لتحيين المطلب الكبير الذي هو رفع التهميش والعزلة عن 2 مليون نسمة من سكان الجهة التي تتوفر على مدخلين طرقيين مقفلين، كما يطالب النسيج الجمعوي بتوفير البنية التحتية لربط المغرب العميق بالمغرب المركزي. وأكد ممثل وزارة التجهيز محمد بجغيت في عرض قدمه أمام المشاركين في اليوم الدراسي، أن التكلفة الإجمالية لإنجاز مشروع النفق على طول 10 كلم تقدر ب 10 ملايير درهم، في حين بلغت تكلفة الدراسات التفصيلية حوالي 15 مليون درهم وأشار إلى أن دراسة الجدوى التقنية انتهت سنة 1996، ودراسة الجدى الاقتصادية انتهت سنة 1998، والدراسة التمهيدية انتهت في يناير 2012، ويتكون المشروع من تشييد نفق على طول 10 كلم، وبناء مداخل النفق، وتهيئة حوالي 96 كلم من الطرق المؤدية للنفق، وبناء حوالي 12 كلم من الطرق الجديدة، وبناء جسور ومنشئات فنية. وتحدث المتدخلون، عن انعدام التوازن المجالي والعدالة الاجتماعية والثقافية بين مختلف مكونات التراب الوطني، لكون الممرات الطرقية المتواجدة بمنطقة "تيشكا" تعود إلى مرحلة الاستعمار الذي شيدها عن طريق اللجوء إلى "السخرة"، وبقيت هذه الطريق على حالها تحصد الأرواح كل سنة، وكانت السلطات الاستعمارية قد شرعت في بناء النفق قبل أن تتراجع عن المشروع، ولذلك طالب المتدخلون إلى استثمار الأرشيف الفرنسي والدراسات المنجزة لإغناء بنك المعلومات حول المشروع. وانتقد الحاضرون في اللقاء، تعامل السلطات الرسمية مع حادثة السير التي وقعت بممر "تيشكا"، من خلال الاستهتار بأرواح المواطنين بعدم الإعلان عن الحداد الوطني، وتأخر التدخل لإنقاذ الضحايا باستعمال المروحيات، كما انتقدوا قنوات الإعلام العمومي التي لم تغير برامجها، وعدم الإعلان عن نتائج وخلاصات التحقيق، وطالبوا برفع التهميش عن المنطقة التي تتعامل معها الدولة كسجن ومكان لمعاقبة المسؤولين عن الأخطاء التي يرتكبونها بجهات أخرى. وأكدت الشبكات الجمعوية، على ضرورة الإسراع بإنجاز المشروع وإخراجه إلى حيز الوجود، لكي يساهم في مستوى عيش الساكنة، كما أنه سيكون شكلا آخر لجبر الضرر الجماعي للمنطقة وساكنة عانت من الإقصاء و التهميش، حيث ظلت لعقود منطقة لأماكن الاحتجاز السري والعقاب الإداري، وسيلعب دورا كبيرا في التطور الاقتصادي السياحي والثقافي للمنطقة والانعكاسات الاجتماعية الإيجابية لكل ذلك على الساكنة. ويشار إلى أن هذه الطريق على حالها، بدون إصلاح منذ سنة 1924 تاريخ تشييدها من طرف المستعمر لغزو قبائل جنوب الأطلس الكبير، وتعتبر من أخطر وأوعر المسالك الطرقية في المغرب بالنظر إلى ارتفاعها الذي يبلغ 2260متر، و كذا بمنعرجاتها التي تمتد على مسافة 146 كيلومتر، تجعل السياقة فيها صعبة جدا. وسبق لمصالح وزارة التجهيز، أن أنجزت دراسة لمشروع إقامة "نفق تيشكا" سنة 1974، لكن هذه الدراسة بقيت على رفوف الوزارة إلى أن تم إقبارها بشكل نهائي سنة 1998، ووفق هده الدراسة، فإن إنجاز النفق سيقلص المسافة الفاصلة بين ورزازات ومراكش ب 45 كيلومترا.