المقطع الطرقي "تيزي تيشكا" الذي شهد صباح اليوم الثلاثاء، فاجعة حادثة السير المروعة التي خلفت 42 قتيلا، كان موضوع عدة دراسات تقنية من أجل تعويضه بمشروع "نفق تيشكا"، لكن هذه الدراسات بقيت حبرا على ورق رغم المبالغ المالية الكبيرة التي كلفتها، دون أن يخرج هذا المشروع إلى الوجود. وبقيت هذه الطريق على حالها، بدون إصلاح منذ سنة 1924 تاريخ تشييدها من طرف المستعمر لغزو قبائل جنوب الأطلس الكبير، ووصفت هذه الطريق بأنها أخطر وأوعر المسالك الطرقية في المغرب بالنظر إلى ارتفاعها الذي يبلغ 2260متر، و كذا بمنعرجاتها التي تمتد على مسافة 146 كيلومتر، تجعل السياقة فيها صعبة جدا. وسبق لمصالح وزارة التجهيز، أن أنجزت دراسة لمشروع إقامة "نفق تيشكا" سنة 1974، لكن هذه الدراسة بقيت على رفوف الوزارة إلى أن تم إقبارها بشكل نهائي سنة 1998، ووفق هده الدراسة، فإن إنجاز النفق سيقلص المسافة الفاصلة بين ورزازات ومراكش ب 45 كيلومترا، مما سيوفر 40 دقيقة من الوقت بالنسبة للسيارات الخفيفة وساعة كاملة بالنسبة للعربات ذات الوزن الثقيل. ومن جهته، بادر المجلس الإقليمي لورزازات في دورة فبراير 2006، بالمصادقة على المقرر الذي بموجبه أطلق دراسة جديدة، تكلف بإنجازها مكتب دراسات بالرباط، هده الدراسة التي خلصت إلى رسم معالم النفق الذي سينطلق من جماعة "ستي فاضمة" بإقليم الحوز في اتجاه دوار "الصور" بجماعة "تديلي" بإقليم ورزازات، بطول قدر ب 10 كيلومترات و 300 متر و بعرض 09 أمتار و 65 سنتيمترا، و بكلفة قدرت ب 200 مليار سنتيم. وتشير الدراسة إلى أن إنجاز هذا المشروع لا يطرح مشاكل على مستوى التنفيذ، كما أنه يستند إلى قاعدة مقارنات مستوحاة من النظر إلى حالات أنفاق بمناطق أخرى. وفي ما يخص جانب السلامة، تستوحي الدراسة من المعايير المعتمدة من قبل الجمعية الدولية الدائمة لمؤتمرات الطرق، والتي تقوم لجنة للأنفاق الطرقية تابعة لها كل أربع سنوات بنشر توصيات محينة تأخذ بعين الاعتبار التطورات الملحوظة في مختلف البلدان.