بقلم محمد أزكيغ بدأ العمل في شق مسالك تيزي نتيشكا سنة 1924م، مع المحاولات الأولى لقوات الاستعمار لغزو قبائل جنوب الأطلس الكبير، و كان دلك بمبادرة من الجنرال "دوكون" حاكم مراكش، و التي أكملها خلفه الجنرال "هيري" بالاستعانة ب"مصلحة الاستعلامات" التي تحولت فيما بعد إلى "مصلحة شؤون الأهالي" في إدارة الاستعمار الفرنسي بالمغرب. حيث قام جنود الاستعمار بإحداث الطريق غير المعبدة، حيث بدأت الأشغال سنة 1925م و انتهت بحلول سنة 1939م. لتتحمل مصلحة جديدة محدثة بالمغرب في عهد الاستعمار هي "مصلحة الأشغال العمومية" تعديل بعض مساراتها و إنهاء إنجازها. ليبقى الوضع على ما هو عليه لسنوات طويلة في عهد الاستقلال، حيث تم تسمية هده الطريق الوطنية بالرقم "09" و التي تعتبر إحدى أوعر و أخطر المسالك بالمغرب، بالنظر إلى ارتفاعها الذي يبلغ 2260م، و كدا بمنعرجاتها التي تمتد على مسافة 146 كيلومتر و التي تعتبر السياقة فيها قطعة من جحيم، و تزداد الوضعية خطورة مع كل موسم تساقط الثلوج و الذي يتسم بالانهيارات الأرضية كذلك، مما يتسبب في انقطاع هدا الشريان الحيوي لاقتصاد منطقة ورزازات الكبرى (ورزازات و زاكورة و تنغير) ما بين 12 و 20 ساعة و لمدة تصل إلى 15 انقطاع في السنة. مما يكلف خسائر هامة في الأرواح و هدر كبير للموارد المادية، ناهيك على التأثير السلبي على القطاعات الحيوية كالتجارة و السياحة و السينما... التي تعيش منها أغلب ساكنة المنطقة، علما أنه طريق يعرف مرور أكثر من ألفي عربة يوميا. و هكذا، أصبح البحث عن حل لهده المشاكل ضرورة ملحة، و دلك بإيجاد مسلك آمن يضمن التقليل من المخاطر و يوفر في ذات الوقت سفرا مريحا لمرتاديه؛ فتم إنجاز أول دراسة لجدوى مشروع نفق تيشكا سنة 1974م لم تأخذ مسارها الطبيعي لأسباب يجهلها إلى اليوم كل المتتبعين للشأن المحلي، ثم قامت مندوبية الأشغال العمومية بورزازات بمبادرة أخرى سنة 1996م بإنجاز دراسة مالية و جيوتقنية، فسرت إذ داك بأنها محاولة لاستمالة النخب السياسية بجنوب الأطلس الكبير في إطار التحضير لحكومة التناوب التي نصبت سنة 1998م؛ ليتم بعد دلك إقبار الملف. و وفق هده الدراسة، فإن إنجاز النفق سيقلص المسافة الفاصلة بين ورزازات و مراكش ب 45 كيلومترا، مما سيوفر 40 دقيقة من الوقت بالنسبة للسيارات الخفيفة و ساعة كاملة بالنسبة للعربات ذات الوزن الثقيل، دون أن ننسى ظروف الراحة و الآمان الذي سوف يوفرهما. و قد بادر المجلس الإقليميلورزازات في دورة فبراير 2006م، بالمصادقة على المقرر الذي بموجبه أطلق دراسة جديدة، تكلف بإنجازها مكتب دراسات بالرباط، هده الدراسة التي خلصت إلى رسم معالم النفق الذي سينطلق من جماعة ستي فاضمة بإقليمالحوز في اتجاه دوار الصور بجماعة تديلي بإقليمورزازات، بطول قدر ب 10 كيلومترات و 300 متر و بعرض 09 أمتار و 65 سنتيمترا، و بكلفة قدرت ب 200 مليار سنتيم (حسب أسعار 2006) و التي يمكن أن يصل السعر اليوم إلى 220 مليار سنتيم. و تشير الدراسة إلى أن إنجاز هذا المشروع لا يطرح مشاكل على مستوى التنفيذ، كما أنه يستند إلى قاعدة مقارنات مستوحاة من النظر إلى حالات أنفاق بمناطق أخرى. وفي ما يخص جانب السلامة، تستوحي الدراسة من المعايير المعتمدة من قبل الجمعية الدولية الدائمة لمؤتمرات الطرق، والتي تقوم لجنة للأنفاق الطرقية تابعة لها كل أربع سنوات بنشر توصيات محينة تأخذ بعين الاعتبار التطورات الملحوظة في مختلف البلدان. و في التفاتة مهمة فقد أدرج مجلس جهة سوس ماسة درعة هدا المشروع في إطار إستراتجيته الاقتصادية و الاجتماعية برسم 2010/2015، و هنا لا بد من تضافر كل جهود الفاعلين المحليين، خاصة السياسيين منهم، للدفاع عن هدا المشروع بالابتعاد عن الخلافات الشخصية و السياسوية التي تحرم ورزازات الكبرى من تشكيل لوبي قوي يدافع عن مصالح المنطقة. و هنا يجدر بنا الوقوف عند تأسيس مؤسسة ورزازات الكبرى بأسمائها الوازنة، و عن دورها في تحريك الملفات التنموية الكبرى للمنطقة؟؟؟ ألا تستحق ساكنة حوض درعة وحوض دادس و حوض تودغى فك العزلة البرية عنها؟؟؟ محمد أزكيغ عضو مجلس جهة سوس ماسة درعة عن إقليمورزازات نائب رئيس جماعة ترميكت بإقليم ورزازات