بحلول 27 مارس الجاري تكون قد مرت على استشهاد المقاوم الأمازيغي موحى أوحمو الزياني نحو 88 سنة. إذ استشهد الزياني في معركة أزلاغن تزمورت ضد الجنرال بوميرو يوم 27 مارس 1921م، ودفن في مقابر تاملاكت. يعد موحى أوحمو الزياني من بين كبار رجال المقاومة المغربية ضد الاستعمار الفرنسي والإسباني، واشتهر بينهم بنضاله المستميت في المعركة الشهيرة التي تسمى معركة الهري التي أباد فيها الكثير من قوات الجيش الفرنسي في الأطلس المتوسط، قرب مدينة خنيفرة، وقعت في سنة 1914م ، ونشبت بعد أن حاصر الفرنسيون مخيم قائد قبائل زيان من جميع النواحي قصد القضاء عليه بصفة نهائية. وقد كانت هزيمة فرنسا في معركة الهري سببا في شهرة الزياني الذي قاد ثورة ضد المستعمر استمرت إلى غاية مارس ,1921 كما كانت تلك المعركة دفعة معنوية كبيرة لأمازيغ الأطلس المتوسط؛ الذين قادوا مقاومة شديدة ضد المستعمر الفرنسي جعلته يتأخر عن احتلال الأطلس المتوسط والجنوب الشرقي للمغرب إلى ما بعد سنة استشهاد الزياني. ولد الزياني في سنة 1877م، وكان قائدا مخزنيا على قبائل زيان، اتخذ من مدينة خنيفرة مقرا لمقاومته، التي انطلقت في ,1914 وعمل على توجيه كلمة سكان خنيفرة وقبائلها، وجمع شمل الزيانيين، وكون جيشا مدربا على المقاتلة والتحدي والصمود والوقوف في وجه الأعداء العتاة من الغزاة الأجانب، وتحالف مع القبائل الأمازيغية المجاورة في الأطلسين: الكبير والصغير للوقوف في وجه القوات الفرنسية التي أرادت إخضاع الأطلس المتوسط للتحكم في طرق المواصلات واستنزاف خيرات المنطقة وتطويقها لفرض الأمن؛ قصد استكمال مسلسل الاحتلال واستعمار باقي المناطق المغربية التي لم يتم احتلالها بعد. ومن المعروف تاريخيا أن زوجته يطو هي التي حولت زوجها موحا أوحمو من خاضع للقوات الفرنسية إلى بطل مقاوم شهم يدافع عن حرمات قبائل زيان باستماتة استشهادية ونبل كبير منقطع النظير. ولم تظهر مقاومة موحا أو حمو الزياني بشكل جلي إلا في سنوات العقد الأول من القرن العشرين الميلادي قبل فرض الحماية الفرنسية على المغرب سنة 1912م. وبدقة أكثر، لم تتأجج ميدانيا إلا مع محاولة الفرنسيين التغلغل في السهول المغربية استعدادا لغزو جبال الأطلس الشامخة لتطويق رجال المقاومة الأمازيغ الذين عرفوا بشراسة المعارك وقوة الشكيمة، والرغبة العارمة في الاستشهاد والدفاع عن الحرمات والأعراض. وهكذا؛ نجد موحا أوحمو يصطدم مع الفرنسيين منذ وقت مبكر حينما أرسل بعض قواته للدفاع عن الشاوية منذ سنة 1908م، كما أسهمت قواته في الدفاع عن القصيبة سنة 1913م. وتبقى أهم معركة سيخوضها موحا أوحمو الزياني هي معركة لهري سنة 1914م، ومعركة الاستشهاد في 27 مارس 1921م بتاوجكالت.