ازداد الدراج امحمد أيت مويس بن القايد عبد الله سنة 1948 بأولاد برحيل باقليم تارودانت من عائلة أيت مويس المشهورة تاريخيا في سوس، حصل على الشهادة الابتدائية بمدرسة هارون الرشيد سنة 1963 بعد سنة من وفاة والده، مما جعله يتوقف عن الدراسة ليساهم في مصاريف العائلة واحتضان إخوته الصغار. في سنة 1967 تعرف امحمد والذي كان يشتغل كمصلح للدراجات، على محمد العفيسي والذي كان يشتغل عند صاحب رياض حيدا وميس المعروف باسم " كازبير " ابن العائلة الملكية الدنمركية، وكان قد فقد زوجته في زلزال أكادير، لينتقل سنة 1963 لأولاد برحيل بعد شرائه لهذا الرياض من أحد الفرنسيين، ودفعه ولعه بسباق الدراجات ليشتري أول دراجة سباق لمحمد العفيسي سنة 1970، ليمارس هذا الأخير رياضة سباق الدراجات لمدة ثلاث سنوات. * البداية وفي سنة 1973، قام "كازبير " بتجديد دراجة محمد العفيسي، ليبيع القديمة لامحمد أيت مويس بمبلغ 400 درهم آنذاك، وهي السنة التي ستعرف فيه الدراجة طريقا لقلب وعقل امحمد أيت مويس إلى الآن. إذ بعد ستة أشهر من بداية مزاولته لرياضة سباق الدراجات، ومشاركته في سباقات وطنية رفقة صديقة العفيسي بكل من أكاديروالدارالبيضاء وبني ملال، تمت المناداة عليه من طرف الجامعة الملكية لسباق الدراجات للالتحاق بالمنتخب الوطني للدراجات من أجل التدريب للمشاركة في طواف عنابة بالجزائر، إلا أن الطواف تم إلغاؤه. استمرامحمد أيت مويس في حضور المعسكرات التدريبية، حيث شارك في معسكر تدريبي بتماريس بالدارالبيضاء سنة 1974، ولمدة ستة أشهر مع المدرب الوطني المقتدر الحاج محمد بهلول رحمه الله، الى جانب منتخب ألمانيا الذي كان يستعد حينها لطواف المغرب. وبمعسكر تدريبي بتيفلت سنة 1975، بحضور 16 مشاركا، كان من أبرزهم الحبيب بالقاضي من خريبكة، والذي فاز ثمان مرات ببطولة المغرب، ومصطفى النجاري من الدارالبيضاء. ثم معسكر تدريبي بإيفران استعدادا لطواف المغرب لسنة 1976، وكانت أول مشاركة له رفقة زميله العفيسي، حيث كانت أحسن مشاركة لأيت مويس بدخوله ضمن العشر الأوائل. ليستمر في المشاركات والتدريبات، إلا أنه أحس بتراجع للياقته البدنية سنة 1979، ليعتزل السباقات بشكل نهائي سنة 1981. * التدريب وبداية مشوار طويل في سنة 1988، استفاد امحمد من تدريب دولي للمدربين بتأطير من الجامعة الدولية لسباق الدراجات الهوائية بمعهد مولاي رشيد بالرباط، وفيه حصل على دبلوم مدرب. رغم مشاغل الحياة ومتطلباتها، لم تغب رياضة سباق الدراجات عن ذهن امحمد، ففي الموسم الرياضي 2005/2004 أسس جمعية المستقبل البرحيلي للدراجات الهوائية بأحد عشر عضوا، حيث انتخب رئيسا لها، ومدربا لفريق عرفت بداية تشكيله من الأبناء وأبناء الجيران، ليشارك في نفس الموسم في بطولة المغرب للشبان بإيفران، حيث تمكن الشاب يوسف بن جمعة من احتلال المركز الثالث. في سنة 2009، التحق ابنه خالد أيت مويس بالمنتخب المغربي، ليليه هشام بنزا سنة 2010، وإلياس الرابحي في هذه السنة 2012. وكان يعتبر فريق المستقبل البرحيلي للدراجات الهوائية من أحسن الفرق بالمغرب بشهادة عمالقة اللعبة. * أولاد برحيل في قلب الحدث لم يكن احد يتوقع يوما أن تعطى انطلاقة احدى مراحل سباق طواف المغرب للدراجات الهوائية من هذه المدينة الصغيرة، إلا أن امحمد أيت مويس وفريقه المستقبل البرحيلي جعل الحلم حقيقة، حيث أعطيت يوم 28 مارس 2011 انطلاقة المرحلة الرابعة والتي تربط بين أولاد برحيل ومراكش على امتداد 170 كيلومتر، في الطواف الذي عرف مشاركة 20 دولة، وبتغطية إعلامية وطنية ودولية، ليتردد اسم أولاد برحيل كثيرا في كافة المنابر الإعلامية. *أعطى الكثير وأخذ القليل ها هو اليوم امحمد أيت مويس ما زال يناضل ويتحدى الصعاب من اجل أن يبقى فريقه حيا يتردد اسمه في كافة المشاركات الوطنية والدولية، لكن بإمكانيات قليلة. فلكم أن تتخيلوا كم هي مصاريف فريق يتدرب يومي الثلاثاء والخميس، وينتقل أيام الجمعة والسبت والأحد أسبوعيا من شهر يناير إلى شهر غشت للمشاركة في كافة السباقات المنظمة وطنيا، في غياب محتضن وبمنحة سنوية من المجلس البلدي لاولاد برحيل لا تتعدى 20 ألف درهم، رغم أن الدراجة البرحيلية عرفت بمنطقة اولاد برحيل أكثر من الرياضات الاخرى . *دعوة إلى كل محب للرياضة بسوس، إلى مجلس الجهة بسوس ماسة درعة والمجلس الإقليمي بتارودانت، وكافة المجالس بأولاد برحيل، وإلى الشركات التي تأخذ من خيرات هذا الإقليم أكثر ما تمنح لأبنائه، هناك فريق اسمه المستقبل البرحيلي يشرف اسم منطقتكم في العديد من المحافل الوطنية والدولية فلا تتركوه يختفي. وإلى الجمعيات ومنظمي المهرجانات بسوس، هناك رجل سوسي مَثَّلَ ويُمَثِّلُ سوس خير تمثيل، إنه امحمد أيت مويس فأكرموه ولو بكلمة طيبة ترفع من معنوياته وتجعل دراجته تدور وتدور... *الموضوع نقل بتصرف عن موقع : www.souss24.com