الآن وقد حدثت ال"كارثة" بتبخر حلم الفوز بكاس افريقيا للامم، بعد "تجنيد" بروباغوندا ابطالها اعلاميو تزيين القبح، والتطبيل المبالغ فيه لفوز على منتخب الجزائر، وهو الفوز الذي ضخمناه للراي العام الرياضي،مازجين فيه الرياضي بالسياسي، ومدونين إياه في " اغان" تبارى فيها فنانون من مشارب شتى، بحثا عن اقتناص شهرة اضافية، موسمية، آن الاوان كي تتوقف الخديعة، وتوضع الحدود للكذب على ملايين المغاربة، بتوهم استقدام " مدرب عالمي"، لم يكن سجله يتضمن اية تجربة مع منتخبات كروية، بقدرما ذاع صيته بالخصوص مع فضيحة تلاعب سابق بنتيجة في الدوري البلجيكي، وبعدها حصد قليلا من النجاح مع فرق فرنسية كمارسيليا واخرى خليجية، الى درجة اننا " سرقناه" من فريقه السعودي، وطال انتظاره كالمهدي المنتظر، الذي سينافح عنا ويعالج كبواتنا المتواصلة، منذ لحظة التنكر لأفضال بادو الزاكي خلال كان 2004 .. سقطت اوراق التوت عن " صنم" كاد بعض الاعضاء الجامعيين يؤلهونه، ومنهم من قبل رأسه بعد الفوز على الجزائر، وكأنه اب حنون ، واتضح من جديد تبذير المال العام بشكل لم يسبق له مثيل، رغم التكتم على أجرة السيد جيريتس الشهرية، وكأنها من المقدسات إن لم نقل من أسرار الدولة .. لاعبون غير جاهزون قذف بهم في الوجود الافريقي، وبطولة احترافية دبجت على اوراق هكذا ، كشعار اجوف في ظل مستوى البطولة الباهت، وفرق وطنية تخوض نهايات الكؤوس الافريقية ، دون ان تعزز المنتخب بلاعبين، فالمنطقي يبيح الاعتراف ان لاعبي الوداد والمغرب الفاسي الذين بلغوا النهاية، نازلوا لاعبين أفارقة، وحين لانجد للمتميزين منهم حضورا في المنتخب، فواحد من اثنين : إما أن عين الناخب الوطني قاصرة ، وإما اننا خضنا تلك النهايات صدفة، دون استحقاق، وهو طبعا تأويل غير وارد. هل نلوم جيريتس ؟ أم هل نلوم لاعبي المنتخب الوطني أبطال مهزلة الكان 2012 ؟ في نظري ، لاهذا ولا ذاك ، فالمسؤولية يتحملها مكتب جامعي أنزل من السماء إنزالا، ولا علاقة لجل اعضاءه بالتسيير الرياضي لمدد زمنية مقبولة، فاستهترنا بقيمة الكرة الوطنية وأسماءها الحقيقية، مفضلين ربما السباحة ضد التيار، التغاضي عن الشرعية المطلوبة في انتخاب مكتب جامعي حقيقي، قادر على الاستفادة من تجربة الميادين المغربية، والعقلية المغربية، بعيدا عن تدبيج مشاريع ماأنزل بها الواقع من سلطان ، لتتوالى المهازل وتخرق القوانين في حالات عدة، وليتأكد بالملموس ا ن ا ي مشروع للانتقال من الهواية الى الاحتراف يفرض مقاربة نسقية عامة ، لاتشكل كرة القدم سوى حلقة بسيطة منها .. الذين جاؤوا بالسيد جيريتس ، وحدهم سبب النكسة، فذلك اختيارهم، وتبعات أي اختيار لاتقع إلا على ذويه، وبما أن المال العام تعرض لاستنزاف فظيع، فلابد من محاسبة ، قبل الإقالة الفورية حتى لاتتوالى نكسات أخرى قادمة لامحالة إن بقيت الأمور على حالها ، فانكسار وجرح وصدمة الرأي العام الرياضي بعد الخروج المبكر من كأس افريقيا من الصعب ان ينسى، ببساطة لكون المغاربة كان بوسعهم ان يذهبوا بعيدا في الكأس الافريقية، لو كانت كرة القدم الوطنية تحظى بجهاز جامعي منتخب ، له من التجربة مايقيه من أية مفاجآت غير سارة ... الجمهور المغربي لن يصفح للجامعة هذه الإهانة ، وإقالة المكتب الجامعي هي أبسط إجراء أولي لمحاولة تضميد الجرح، فإن كان خروجنا من الدور الأول لدى البعض عاديا ، فلنرتل الدعاء الاخير على كرة القدم الوطنية، ولنستثمرالمال العام الذي يتم هدره من اجل احلام اصبحت تبتعد عنا كل لحظة بملايين السنوات الضوئية، في إصلاح مجالات ذات أولويات ، فالرياضة يبدو أنها سائرة لأن تصبح " داء العطب القديم / الجديد "... بقلم : محمد بلوش