كنا وعدنا قراء موقع سوس سبور بقراءة تقييمية لحصيلة الذهاب بالنسبة لشطر الجنوب القسم الاول هواة، وهو ما نفي به في هذه الدراسة التي سنحاول من خلالها التعليق على الحصيلة العامة لكل فريق، معتمدين عناصر تحليلية لانعتقد انها يمكن ان تستبعد في مثل هذه الظرفية، مادامت النتائج لاتكون بالضرورة مرتبطة فقط بدقائق المباريات بقدرما نجد عوامل كثيرة ترخي بظلالها على الممارسة. اولى تلك الاعتبارات، هو التفاوت الملحوظ على مستوى الامكانيات المادية، وعلى هذا المستوى يمكن ان نصرح بأن احتلال كل من عند علي ثم الدشيرة وايت ملول للمراتب الاولى امر عادي جدا، بحكم الميزانية او المنح التي تخصص عادة لهذه الفرق منذ سنوات، سندها في ذلك اننا نجد بالنسبة لايت ملول والدشيرة مثلا ان نفس الاشخاص الذين يسيرون الفريق هم انفسهم الذين يسيرون بلديتي الدشيرة وايت ملول، مما جعل تلك الفرق تستفيد من ميزانية مالية تضمن عدة اشياء كالتعاقد مع مدربين في مستوى تكويني مهم، وبأجر قد يفوق 7000 درهم شهريا، وهذا أمر غير سهل بالنسبة لبقية فرق الهواة في نفس المجموعة. فإذا كنا نعرف ان ميزانية فريقي ايت ملول والدشيرة قد تصل في بعض المواسم الى ما يفوق 90 مليون سنتيم، فإننا سنجد ان فريق شباب الخيام المحتل للصفوف الاخيرة لا يستفيد الا من 20 مليون سنتيم، وربما تكون هنالك فرق تستفيد مما هو أقل، حيث يتحفظ الكثير من المسيرين عن مد الاعلام الرياضي باحصائيات وأرقام مضبوطة، تمكننا من فهم الصورة في معالمها العامة. بعد الامكانيات المادية، يطرح عامل التخطيط نفسه بقوة، والتخطيط نقصد به وجود سياسة تدبير ما، سواء تعلق الامر باهداف قصيرة او بعيدة المدى، بما في ذلك نوعية الاهتمام بالفئات الصغرى والشبان، وهذا عامل اساسي في مسار كل فريق، وتعطيه مجموعة من الاندية اهمية كبيرة خاصة نجاح سوس ورجاء اكاديروالخيام، في حين تعتمد جل الفرق على عملية جلب لاعبين جاهزين من اندية سوسية او خارج سوس،وربما هذا هو ما تدفع منطقة بيوكرى ثمنه اليوم باهظا، حيث منذ صعود الفريق الى القسم الاول هواة وسياسة تغييب الاستفادة من تكوين الفئات الصغرى هي المعتمدة، واليوم يتضح ان تلك السياسة لم تعط نهائيا أكلها، وللاسف نجدها في فرق اخرى كأولمبيك اليوسفية و عند علي واتحاد فتح انزكان بحدود معينة. النتائج المحصل عليها كما قلت، صنعتها عوامل كثيرة، منها التي سردنا بعضها باختصار، ومنها ما هو مرتبط بنوعية التواصل بين اللاعبين والمدربين، وبين المدربين والمسيرين، فالاكيد أن مدربا سبق له ان مارس كلاعب في قسم الهواة، غالبا ما يصل الى خلق ذلك التواصل، في حين تقود الافكار الاكاديمية الصارمة مدربين من ذوي تكوين عال الى الفشل في المهام الموكولة اليهم، لاستبعادهم لطبيعة وعقلية اللاعب الهاوي،بل واستبعادهم لعقلية المسير الهاوي ، وهنا نقدم كمثال حالة استغناء اولمبيك الدشيرة عن السيد محمد ماروك ، ليس لضعف النتائج، ولكن لسوء تقدير السيد ماروك لعقلية الهواية التي تسيطر على المسير واللاعب الهاوي. النتائج المحصل عليها كذلك، فيها ادوار سيئة للتحكيم، سواء تعلق الامر بمباريات دارت في ملاعب سوس، مراكش أو العيون، وللاسف نجد بعض المسيرين لايزالون يستعملون اساليب عفى عنها الزمن، مثل بعض مسيري مولودية العيون ممن يقحمون امورا سياسية غير مبررة في غالب الاحيان لاعتقادهم انهم مواطنون من درجة عليا والبقية مجرد بشر عاد، وهنا نقدم دليلان : تصريح رئيس الفريق المذكور لراديو بلوس منذ هزيمة الفريق امام اتحاد افني بملعب بيوكرى، حيث بدأ في مناشدة جمعيات وهيئات ما وكأننا في حرب، وهذا اسلوب مستفز ومجاني، تكرر مرة اخرى خلال لقاء نفس الفريق ضد نجاح سوس، لا لشيء الا لكون الركوب على ماهو غير رياضي يمكن ان يكون مفيدا حسب بعض العقليات، وهنا نطرح علامات استفهام حول القانون الجامعية، والتي يجب تعديلها وتطعيمها بما ينظف الساحة الرياضية من ممارسات تسقط السياسي وفي بعض الاحيان ماهو عنصري محض على اجواء التنافس. ومن تلك الامثلة كذلك، ان فريقا من سوس احتج لاعبوه على حكم من سوس ، اثناء مباراة ضد فريق من سوس، بدعوى انه تحدث الى لاعب من الفريق الخصم بالامازيغية.. وهنا نقول، كان الله في عون الحكام مادامت الاحتجاجات تكون بمثل تلك الطرق. ان فرق هذا الشطر، كان من الممكن ان تضمن مستوى تنافسيا يفوق الحالي بكثير، لو تخلصنا من التأثيرات التي تأتي من خارج الرياضة، سواء تعلق الامر بفرق عصبة سوس، الصحراء او الجنوب، لاافضلية لأحد على آخر الا بالجدية والعمل، لكن نتوقع متاعب ومشاكل كثيرة نهايات الموسم، وربما سيكون هذا الموسم اكثر عرضة لظاهرة تنخر كل سنة التنافس الشريف، ونقولها بصراحة دون خوف من الاعتراف بكلمة حق،مسألة المتاجرة بالنتائج، إما على مستوى المقدمة او اسفل الترتيب، فيكون الفريق الذي في بقية صحنه عسل كما يقول درويش، قادرا على انقاذ موسمه، والضحية هي الفرق ذات الامكانيات المحدودة، والتي ستجد نفسها أمام اغراءات مشينة لبعض لاعبيها، او للاعبي الفرق الخصم من اجل الاقبار النهائي لهذا الفريق او ذاك، فالمعروف في وسط التسيير في سوس وغيرها سيادة خطاب النفاق: نحن اخوة في الظاهر، اعداء في الواقع، وربما تستفيد فرق مراكش كثيرا من هذا المعطى لاحتلال الصف الاول في نهاية الموسم، مادامت فرق سوس تحطم بعضها البعض وهذا قول حق لا نختلقه، بقدرما يعرفه الداركون لخبايا الامور. على مستوى المقدمة اذن، وعكس الصورة النمطية التي توقعناها بداية الموسم، ستتمدد قاعدة الفرق التي بوسعها احتلال المرتبة الاولى ليشمل العدد خمس فرق: عند علي/ الدشيرة/ اتحاد ايت ملول/ انزكان واليوسفية، مع احتمال بعيد نوعا ما، يرتبط باحدى فرق عصبة الصحراء خاصة شباب الساقية الحمراء التي تقدم موسما جيدا الى حد نهاية مباريات الذهاب، في حين، لازالت كل الحظوظ متساوية امام كل الفرق الاخرى قصد تفادي النزول، مادام الفرق في النقط ضئيلا، والدليل على ذلك اننا لاحظنا كيف تخلصت شباب الخيام من الرتبة الاخيرة التي احتلتها في دورات سابقة، وانتفضت بشكل يبشر بتجاوز تعثرات الذهاب، وهو ما تقوم به اتحاد افني باحتشام، في حين تضررت نهضة طانطان من الاعتراض الذي هزمها ضد الساقية الحمراء، دون نسيان اتحاد تارودانت، الفريق الانيق والممتع صراحة، والذي يؤدي ضريبة مكلفة لاعتذاره الارتجالي السابق امام نهضة طانطان . على العموم، اعتبرنا في موقع سوس سبور اتحاد فتح انزكان ظاهرة الذهاب بامتياز، لنوعية المشاكل الكثيرة التي عانى منها الفريق في التسيير، ولنوعية النتائج الجيدة التي حققها الفريق رغم تلك المشاكل، فهو الفريق الوحيد الذي سحق المتزعم عند علي بحصة كبيرة 3.0 ، وهزم اولمبيك الدشيرة، وانهزم بصعوبة امام اتحاد ايت ملول، في حين نعتبر وضعية امل طلبة بيوكرى تحصيلا لحاصل، حيث تواضع الفريق منذ السنة الماضية، ونعتقد ان صعوده من القسم الثاني هواة لم يكن مبنيا على أسس منطقية، لذلك يؤدي ثمن سوء التدبير ولا ترتبط نتائجه نهائيا بمستوى لاعبيه الشباب. بقلم: محمد بلوش