وانا أتابع مباراة الرجاء البيضاوي ضد الحسنية، خيل إلي أن كاموندي جالس في مكان ما بجانب الاحتياط، وكأنه لايزال بين ظهراني الفريق الأحمر السوسي، لتشابه اسلوب اللعب الذي نهجته الغزالة (التي هزلت قبل الاوان) مع النهج الدفاعي العقيم الذي عودنا عليه كاموندي خارج الميدان.. صراحة، لم تلعب الحسنية من المباراة الا ربع ساعة الاخيرة منها، بعدما نجح النسور الخضر في تسجيل ضربة جزاء، واستغرب الكل من ذلك الانكماش المخيف، وكأن الحسنية تبحث عن نقطة التعادل بشتى الوسائل، متناسية ان افضل وسيلة للدفاع هي الهجوم ، وتاركة الميدان للمحليين الذين اكتسبوا ثقة زائدة بعد تراجع الاكاديريين نحو الخلف، الى درجة فراغ وسط الميدان وصعوبة الوصول لشباك فوهامي طيلة 75 دق. الوجه المشرف الذي ظهر به الفريق السوسي بعد انهزامه يؤكد ان الحسنية سافرت الى البيضاء، لتهدي ثلاث نقط للرجاء، ثم تعود، فلو ان المدرب الجديد تخلص من الهاجس الدفاعي المبالغ فيه، مستحضرا أزمات الفريق الاخضر هذا الموسم، لكان بالمقدور العودة بغير نتيجة الهزيمة.. لقد اشرنا في وقت سابق الى ضرورة عدم الاغترار بالفوز الساحق على كوكب أفل منذ دورات، وعلى نادي مكناس الذي هزمناه بالحظ ، ثم مولودية وجدة التي بمجرد تسجيل هدف الرعدوني سيتراجع الكل نحو الدفاع، وحين نقول ذلك، فإنما نؤكد ان ترسانة لاعبي الحسنية وجب اليوم إخضاع مستواها للتشريح والمساءلة، بحكم تراجع مستوى بعضها، وكبر سن بعضها الآخر، مما قد لايوفر للفريق إمكانية مسايرة الدورات القادمة، فالكل يلاحظ مثلا الفراغ الكبير الذي خلفه غياب عمر نجدي بفعل الاصابة، وعلى الكل تخيل ماذا سيقع لو حدثت غيابات اخرى اضطرارية في المستقبل؟ امام الحسنية فرصة فترة الانتقالات لتدارك ما يمكن، شريطة ألا تتم انتدابات بشكل احادي وفردي، حتى نتجنب كوارث انتدابات فاشلة تكررت مابين الامس واليوم، وبدون انتدابات فإن محبي الغزالة السوسية ربما سيضعون اياديهم على افئدتهم وويقرأون اللطيف على فريق كبير، يؤدي اليوم نتائج تسيير مترهل وغير احترافي، تسيير ربما ينظر الى فريق من الكبار نفس نظرته لفرق الاحياء الهاوية. بقلم: محمد بلوش