أكد عزالدين أيت جودي مدرب فريق حسنية أكادير لكرة القدم، أن من الأفضل أن يشرف على تدريب المنتخب المغربي مدرب وطني، مشيرا في حوار أجرته معه «المساء»، أن المدرب الأجنبي إذا تم التعاقد معه من المفروض أن تكون لديه مؤهلات كبيرة. في سياق آخر قال أيت جودي إنه وجد الظروف ملائمة بحسنية أكادير للعمل وقيادة الفريق، معترفا بالعمل الذي أنجزه المدربون السابقون الذين أشرفوا على الفريق. - هل كان من باب الصدفة أن تحقق نتائج إيجابية مع فريق حسنية أكادير مباشرة بعد الإشراف عليه في الدورة السابعة من البطولة الوطنية خلفا للمدرب الأرجنتيني كاموندي الذي أشرف على تهيئ الفريق للبطولة وقاده خلال المباريات الست الأولى؟ < صراحة لا يمكن القول بكل موضوعية أن المدرب عز الدين آيت جودي هو السبب أو المسؤول عن النتائج الجيدة التي حققها فريق حسنية أكادير بداية من الدورة السابعة خصوصا أنني كنت قد قدمت للتو للفريق بعد أن قاده مدرب أرجنتيني في بداية البطولة. ما يمكن قوله هو أنني وجدت كل الظروف مواتية داخل الفريق للعمل بشكل جيد، فريق حسنية أكادير يتوفر على مجموعة من اللاعبين الجيدين كما أن هناك إدارة مستقرة يقودها رئيس محنك له تجربة كبيرة في الميدان وأظن أن الاستقرار الذي يعرفه الفريق والعمل الجماعي المنجز داخله على المستوى التقني والإداري هو الذي كان سببا في النتائج المحققة. - معنى هذا أن عملا سابقا أنجز داخل الفريق؟ < نعم لمست العمل التقني الذي عرفه الفريق في السابق خاصة أن اللاعبين الحاليين بالفريق يتمتعون بثقافة كروية محترمة ومن باب الإنصاف للأطر التقنية التي سبقتني في تدريب الفريق واحتراما كذلك لسياسة الفريق في المواسم السابقة وأسسه وتاريخه أن أعترف بكل ذلك، صحيح أن لدي تكويني وتجربتي بالميدان وطريقتي الخاصة في العمل لكن لا يمكن بين عشية وضحاها أن أعمل على تغيير كل شيء وأحصد النتائج بكل هذه السرعة. - إذا على ماذا ارتكزت في عملك داخل الفريق؟ < لقد حاولت العمل على تصحيح بعض الأخطاء ووضع إضافات تكتيكية جديدة تنقص اللاعبين لمساعدتهم على رفع ثقافتهم التكتيكية بالإضافة إلى وضع لمستي بالفريق بالاعتماد على طريقتي الخاصة في التداريب واتباع نهج تكتيكي مختلف خلال المقابلات والعناية أكثر بالجانب النفسي للاعب، والحمد لله لقد جنينا ثمار هذا العمل مبكرا ونحن نتطلع للمزيد وأظن أن الحسنية تستحق أكثر من النتائج التي حققتها لحدود الساعة نظرا للمستوى الطيب الذي نقدمه خلال جميع مبارياتنا. كما أننا نسير بشكل جيد لتحقيق أهدافنا (خلق مجموعة مستقرة من اللاعبين بالفريق والمنافسة بقوة في البطولة بالإضافة إلى احتلال رتبة مشرفة مع نهاية الموسم). - ما هو تقييمك لمستوى البطولة الوطنية خلال الموسم الحالي مقارنة بالمواسم السابقة؟ < على الرغم من أنه مضت سنتين على تدريبي لفريق المولودية الوجدية بالبطولة المغربية للنخبة إلا أنني كنت دائم المتابعة للبطولة على غرار البطولة الجزائرية والتونسية وصراحة لاحظت تغييرا مهما داخل البطولة المغربية وعلى كافة المستويات وهو الشيء الذي لمسته عن قرب عندما تعاقدت مع فريق حسنية أكادير. الإمكانيات التي منحتها الجامعة للفرق خلقت حيوية كبيرة داخل مكاتبها المسيرة وقلصت فارق الهوة بين الفرق الكبيرة والمتوسطة والصغيرة وهو الشيء الذي خلق جوا من التنافس داخل البطولة ولم تعد المنافسة على اللقب من اختصاص فريقين أو ثلاثة بل على فرق أخرى وهذا ما يفسر تقارب المستويات بين الفرق وخلق بطولة قوية. من الجانب التقني نلاحظ أن كل الفرق أصبحت تحضر موسمها بشكل جيد بتنظيم معسكرات لأطول مدة ممكنة قبل الموسم الكروي كما يجب الاعتراف بأن اللاعب المغربي بالبطولة المغربية نضج تكتيكيا بشكل كبير وهو ما ساهم في ارتفاع المستوى التقني والتكتيكي للمقابلات. - ما هو تعليقك على غياب المنتخب الجزائري عن كأس أمم إفريقيا في الدورتين الأخيرتين بكل من مصر و غانا؟ < أظن أن هناك ظروفا قاهرة وراء غياب المنتخب الجزائري عن المحافل الكروية الإفريقية فعدم الاستقرار الذي عرفته الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم خلال السنوات الماضية أثر بشكل سلبي على المنتخب الجزائري بالإضافة إلى عدم الاهتمام بالفئات الصغرى وهو الشيء الذي شكل عائقا أمام تطور الكرة الجزائرية وجعلها تتعرض لعدة نكسات، لكن اليوم نلمس إرادة التغيير والبناء من طرف رئيس الفيدرالية الجزائرية سواء الرئيس السابق روراوة أو الحالي حناش ولكن الأكيد أن النتائج لن تظهر الآن يجب القليل من الصبر. - ما هو تقييمك للمستوى الكروي لكأس إفريقيا للأمم التي أقيمت مؤخرا بغانا؟ < صراحة كانت من أحسن الدورات التي عرفها تاريخ كأس إفريقيا للأمم، شاهدنا مباريات كبيرة ذات مستوى تكتيكي عال جدا حيث أن الفرق الإفريقية استطاعت أن توازن بين الانضباط التكتيكي واللعب الفرجوي دون إغفال الاندفاع البدني الذي يبقى سمة بارزة عند الفرق الإفريقية عامة. - ما هي الفرق التي أبهرتك ؟ < هناك مصر والكوت ديفوار والكامرون أما بالنسبة للمنتخب المغربي فأقول بموضوعية أن الجيل الحالي من اللاعبين الذي يتوفر عليه المنتخب المغربي كان بإمكانه الذهاب بعيدا في المونديال الإفريقي والوصول على الأقل إلى الدور النصف النهائي وأقول بكل صراحة أن المنتخب المغربي قدم حلم الفوز بالكأس للشعب المغربي لكنه لم يعرف كيف يهيئ نفسه للظفر به. - ماذا تقصد؟ < عندما قرر المنتخب المغربي أن يهيئ للعرس الإفريقي بالمغرب كان واضحا أن الفريق سيتعرض لضغط كبير من طرف الجمهور والصحافة وأن الأجواء لن تكون مثالية لتحضير الفريق وسط هذه الضوضاء وقد يساهم كل ذلك في فقدان اللاعبين لتركيزهم، كما أن إجراء مقابلتين قبل العرس الكروي بأسبوع كان خطأ كبيرا حيث أن الفريق لم يستفد من أخطاء تحضيرات دورة مصر 2006 فالفريق المغربي استنفد طاقته خلال المقابلات التحضيرية والمقابلة الأولى من البطولة ضد ناميبيا لييستنفد مخزونه البدني خلال المقابلات المتبقية في الدور الأول. وأظن أن المنتخب المغربي خسر الكأس الإفريقية بالمغرب قبل التوجه لغانا. وكان من الأحسن أن يهيئ لدورة غانا بعيدا عن المغرب مثلما فعل الزاكي في التحضير لدورة تونس. - هل أنت مع فكرة قيادة المنتخبات الوطنية من طرف المدربين الأجانب؟ < أنا مع المدرب الأجنبي في حالة واحدة، أن يكون ذا مستوى عالي وأن يأتي من أجل البناء وتأطير المدربين الوطنين للاستفادة من تجربته وخبرته، أما أن يكون مستواه متقاربا مع المدرب المحلي فأتصور أن الأحق بقيادة المنتخب هو المدرب الوطني لأن له متابعة دقيقة للحيثيات الكبيرة والصغيرة لكرته الوطنية ولأنه أكثر غيرة ووطنية من المدرب الأجنبي بطبيعة الحال.