نظم المكتب المديري لعصبة سوس لكرة القدم بتنسيق مع المندوبية الجهوية للجمعية المغربية للصحافة الرياضية باكادير يوم الثلاثاء الماضي زيارة استطلاعية إلى المركب الرياضي الكبير لأكادير وذلك قصد الوقوف على مدى تقدم الأشغال بشكل عام بهذه المعلمة الرياضية الكبرى . وقد تميزت الزيارة في البداية بإلقاء مجموعة من المداخلات ابتدأها المهندس المسؤول على سير الأشغال بالمركب الحاج أكلاكال الذي رحب في البداية بالحاضرين ثم بعد ذلك استرسل في مداخلته حيث أكد على أن مركب اكادير يدخل ضمن المركبات الثلاث التي قررت الدولة إنشائهم عندما قدمت ملف احتضانها لنهائيات كاس العالم 2010 ، والمركبات الثلاث هي : مركب طنجة ، ومركب مراكش ، بالإضافة طبعا إلى مركب اكادير . وقد انطلقت الأشغال الفعلية لهذا المركب في يناير 2004 تحت إشراف وزارة التجهيز ووزارة المالية ووزارة الداخلية وطبعا الوزارة الوصية بقطاع الرياضة التابعة للوزارة الأولى ، وأضاف الحاج أكلاكال على أن هذه الإنطلاقة عرفت تأخيرا نظرا للصعوبات التقنية التي واجهها المشروع ، حيث شهدت مدينة الحسيمة في فبراير من نفس السنة المذكورة زلزالا قويا مما حتم إعادة إدخال معطيات الزلازل ضمن تقنيات إعداد المشروع ، وفي هذا الصدد تمت الإستعانة بالمركز الوطني لإعادة التهييء ومراقبة الزلازل والذي حضر بنفسه إلى عين المكان فقرر رفع المعامل من 0.16 الذي كان مقررا العمل به إلى 0.28 وهو ما تطلب إعادة دراسة المشروع من كل جوانبه دراسات معمقة تأخذ بعين الإعتبار كل المستجدات المطروحة من اختيار للموقع وتوافق مع الظروف المناخية والمناظر الطبيعية لأكادير إضافة إلى المكونات الجيولوجية للمنطقة خصوصا وأنها معرضة هي الأخرى لظاهرة الزلازل . هذه الصعوبات يضيف الحاج أكلاكال أدت إلى تأخير انطلاق الأشغال بالمركب لمدة تسعة أشهر بعد ذلك أي حتى نهاية سنة 2004 . ومن مميزات المركب هي استعمال الردوم مدكوكة بمزيج من الإسمنت لإقامة المدرجات حيث ثم استخراج أزيد من 400 ألف متر مكعب من الردوم بالميدان ، كما وصلت نسبة الحديد الذي استعمل بالمركب لحد هذه الزيارة أزيد من 6000 طن . و يتوفر الملعب على 18 بابا في اتجاه المدرجات من مختلف الجهات ، أما الطاقة الإستيعابية للمركب الرياضي لأكادير فتبلغ 45 ألف متفرج منها 10 آلاف مغطاة ، بالإضافة إلى 8 ممرات لألعاب القوى لصنف 400 متر ، و 9 ممرات لصنف 100 متر ، كما أن الأشغال في تعشيب الملعب ستنطلق عما قريب حيث ستتم دراسة أنواع عديدة من الأعشاب ثم القيام بتجارب حول نوع العشب الذي يمكنه أن يتأقلم مع الظروف الطبيعية للمنطقة . كما يضم الملعب أيضا بناية مركزية في الواجهة الغربية وبالضبط تحت المنصة الرسمية المغطاة والتي تتوفر على الإدارة المركزية للمركب والمطاعم وقاعات للتسخين والتدليك وقاعات الندوات الصحفية والاجتماعات ومكاتب الفيفا ومستودعات الملابس والمقصورة الملكية وجناح الزوار... أي جميع القاعات الإدارية و التقنية الخاصة بتسيير المركب . أما المهندس بلال فقد انصبت مداخلته حول الجوانب التقنية للأشغال والطريقة التي تستعمل بها الردوم لإقامة المدرجات ، حيث أكد على أن هناك ثلاثة أنواع من المدرجات : النوع الأول نجده مباشرة على الأرض ثم يليه النوع الثاني على الردوم وأخيرا النوع الثالث المتبث على البنية . وأكد على أن تقدم الأشغال بشكل عام بالمركب وصلت إلى 46 في المائة . وفي آخر مداخلة للمهندس حكيم أكد على أن جميع الصفقات تسير وفق الدراسة والتخطيط وستكون نهايتها سنة 2009 وهي الفترة التي سيكون فيها المركب قابل للإستعمال على أن تنتهي به الأشغال بصفة نهائية سنة 2010 . وأضاف أيضا على أن المركب قد اتخذت فيه جميع المواصفات الدولية للفيفا سواء على مستوى الكهرباء أو على مستوى الترصيص وان إفراغه بشكل كلي من المتفرجين لا يتطلب سوى 9 دقائق بينما في الملاعب الدولية الكبرى يتطلب 12 دقيقة . وما يثلج الصدر أن الطاقم البشري الذي يشرف على انجاز هذا العمل الضخم هو عنصر بشري مغربي مائة في المائة بدأ من المهندس المعماري الأول الذي وضع التصميم حتى آخر عامل ، وبذلك فهو يضم حوالي 20 تقني ومهندس وأزيد من 700 عامل، فتحية رياضية للطاقات البشرية المغربية التي برهنت عن كفاءتها في مثل هذه المنجزات الكبرى . وفي الأخير تجول الزوار بالمركب رفقة المهندسين المسؤولين الذين أطلعوهم على سير الأشغال في عين المكان ، إنها بالفعل معلمة رياضية ضخمة تطلب انجازها أزيد من 85 مليار سنتيم وهي ميزانية ضخمة لذا وجب التفكير من الآن في كيفية استثمار هذا المركب بطرق علمية معقلنة وانفتاحه على المحيط الخارجي ليصبح مجالا منتجا طوال السنة و مداخيله تستثمر في صيانته تحت إدارة مسؤولة * اكادير: بقلم حسن العسكري .