كما كتب الزميل مبارك سابقا بصدد صعود شباب الخيام، حين ذكر بمهزلة طريقة نزول ذلك الفريق اصلا الى القسم الثاني هواة بقرار جاء على هامش الشرعية والقوانين، فإننا سنؤكد من جديد ان قضية اللاعب الغيني سوماح ربما ستشكل منحى لم يتوقعه من يتلاعبون بكرة القدم الوطنية من داخل اجهزة يفترض فيها السهر على كل الجوانب المنظمة للممارسة والتباري.. حين عوقبت شباب هوارة بتوقيف ملعبها لمباراة واحدة، دون اسباب واضحة او موضوعية، لم نشأ التسرع بالكتابة، لأننا فهمنا ان التوقيف ذاك لم يكن في الحقيقة الا خلق متاعب للهواريين حتى لا يستمروا في المطاردة، مادام الخصم الذي راهن عليه من اصدر القرار هو الرشاد البرنوصي، ومعنى ذلك، ان العقوبة لم تكن عقوبة اصلا، بل اجتهادا من اجل حرمان الهواريين من منازلة الرشاد في اولاد تايمة، علما بأن تغيير الملعب قد يكون له دور في نتيجة غير الفوز بالتأكيد..وهنا نتساءل ، لماذا لم يطبق نفس الاجراء على ملعب تطوان بعد توقف المباراة التي جمعت المغرب التطواني بحسنية اكادير مدة عشر دقائق، بعدما اصيب الحارس العبادي في رأسه بطيش الجمهور؟ هل كان منطقيا انتظار ما اذا احتجت الحسنية على الامر؟ معنى ذلك، هل الفرق المتضررة لابد ان تحتج وإلا سلم اصحاب الضرر من العقوبة؟ طيب ما القول في حال رؤساء فرق بينهم مصالح وصداقات خارج اطار اللعبة؟ هل نزكي الصمت ونطبق القانون فقط حسب الاهواء؟ لماذا لم يتم توقيف ملاعب كثيرة كانت مسرحا لشغب واضح؟ ام ان القوانين تخضع لمزاجات معينة؟ وحين انهالت المكالمات الهاتفية على مسيري هوارة للتلاعب بنتيجة مباراتهم ضد سطاد، فهمنا اللعبة، خاصة وان تصريحات الكرتيلي للقناة الرياضية فضحت الكثير من الاشياء على مستوى العقليات التي تدبر الشأن الرياضي، الى درجة ان الرجل صرح بأن هنالك فرقا فازت بالبطولة لضغوطات معينة على الحكام،وبالتالي، كم وددنا لو تجرأ مسؤولو هوارة اليوم على نشر لائحة المكالمات التي توصلوا بها قبل مباراتهم الاخيرة، لتشويه الذين يسيئون لملمارسة الرياضية النزيهة، وتقديم العبرة لمن سيجرؤ على ذلك في المستقبل.. اما قضية اللاعب سوماح، فالاكيد ان التسرع هو منطق الحكم الذي صدر فيها، علما بأن اللاعب ينفي ان يكون قد وقع للفتح اية عقدة، وهنا اعتقد شخصيا بأن سوماح يخفي حقيقة ما، والا لما طلب اصلا من كاتب عام الفتح ورقة تثبت حريته في الانتقال الى اي فريق شاء، علما بأن قرار توقيفه والموقع من قبل رئيس لجنة القوانين والانظمة بالمجموعة الوطنية سيدرج ضمن حيثيات الحكم عدم اهلية اللاعب الشاب للتوقيع بدون حضور ولي امره، الامر الذي سيجعلنا في متاهة اخرى، اذ كيف لم يلغ نفس العامل توقيع سوماح لشبان الفتح في حال صحة كلام الرباطيين وكذب سوماح؟ ثم، كيف يعقل ان نطالب الفرق في حال تعاقدها مع اجانب ان تستقصي في كل مكان للتأكد من سلامة وضعيته؟ ألم يتقدم الهواريون بوثائقهم للجامعة التي اصدرت للاعب المذكور رخصة للممارسة ضمن النادي ؟ أين مسؤولية الفريق الهواري اذن؟ ولماذا تصدر الجامعة وهي الأم رخصة ستحكم عليها المجموعة وهي الفرع فيما بعد بكونها غيرقانونية بحكم هذا التأويل العجيب للجنة القوانين والانظمة الذي ببرودة اعصاب حكم بتجريد نقط المقابلة من هوارة وتمتيع سطاد بعصا سحرية ضدا على القانون، والذي في الاصل يجب ولو في حال ثبوت كذب اللاعب المعترض عليه، ايقافه هو لا اللجوء الى هزم الفرق بالقلم، كما ان الرخصة التي يدلي بها مسؤولو الفتح والتي يؤكدون فيها انضمام اللاعب المذكور لشبان الفريق هي مستصدرة من عصبة الغرب، وعلى رأي الزميل محمد بوعبيد، فإن ذلك ليس من اختصاص العصبة اصلا، بل المجموعة الوطنية.. ولعل اطرف ما في الامر كذلك، هو عدم اعتراض الفتح الرباطي على نفس اللاعب، خلال المباراة التي انهزم فيها ، وفي عقر داره، اي ان الفريق رماها ورقة ميتة منذ البداية في وجه جاره سطاد، عل وعسى ان تجد لها طريقا نحو ظلم هلال الناضور، والتحايل على القوانين المعمول بها. للاسف ، ما لوح به مسؤولو الناضور من اساليب الرد على حكم المجموعة الوطنية الضعيف بحكم استناده على وثائق قد تكون مزورة، في حال صحة اقوال اللاعب سوماح، وهذا غير مستبعد طبعا، جاء ليهز اركان اللجنة المختصة بالملف، حيث انها دشنت دون ان تعرف، بداية نزعات عرقية داخل الجسد الرياضي المغربي، وما استعداد الجالية الريفية في اوروبا للاحتجاج مساندة للهلال الا ردة فعل على مرارة التهميش والمعاملة بالدونية. هل المغرب في حاجة الى صراعات مصطنعة يتسبب فيها غباء من خططوا للسطو على القانون والمشروعية؟ ان ملف و قضية اللاعب الغيني ربما لم يعد من صلاحيات المجموعة الوطنية بحكم انتفاء شرط الحياد في مكتب رئيس الفريق الطاعن عضو فيه، ولو غاب عن الاجتماع الاخير للجنة القوانين والانظمة فإن ذلك لا يجعل احدا يستبعد ما لعلاقات المصالح بين اعضاء هذه المجموعة من تأثير، تماما كالجسد الواحد، اذا اصاب جزء منه مكروه تضامن معه الاخرون بالسهر والحمى وخرق القانون. ولذلك ، نخشى ان يكون الامر قد تجاوز اللجنة الوصية بحكم ظهور النوايا مبكرا، مما يجعل هذا الامر مرشحا لأن يأخذ طريقه نحو البرلمان المغربي، مادام شق منه له ارتباط بجهة الشرق التي غالبا ما تحس بحاجة ماسة الى مزيد من الرعاية، وهنا نأمل في حسم الجامعة فيما بعد في الموضوع ، كما انه مرشح لأن يعرض على دواليب الفيفا قبل القضاء ان اقتضى الامر. سيكون موقف الجامعة جد محرج مع الفيفا في حال نقل الصراع الى القضاء، وهذا كما قلنا كله صراع وهمي مختلق، فبدل ان يرضخ مسؤولو سطاد للواقع، ويقضوا السنة الموالية ضمن الاول هواة، فإن جماعة الخير والاحسان التي حاولت انتشالهم من مصير يعرفونه منذ دورات ، لن تكون بعملها ذاك الا منبوذة من الرأي العام الرياضي، ففي منطق كرة القدم الوطنية، متى اخذ عنك هذا الرأي العام شبهة او نعتا ما، فإنه يصعب ان ينمحي الى اجل طويل وطويل جدا... بقلم : محمد بلوش