تفتتح أندية «الهواة» موسمها الكروي الجديد، يومي السبت والأحد، في شكل مغاير ومستجدات طارئة، وتحمل في نفس الوقت، نفس العناوين القديمة نفس المعاناة، وفي ظل نفس الشروط غير السوية. يوما السبت والأحد، سيحمل الآلاف من شباب الوطن، أقمصة أندية تعاني العوز، وتفتقد لكل مقومات التباري الكروي المستقيم. فمن جديد إذن، سيواجه لاعبو بطولة الهواة، مطبات وظلمات «الهواية» أو «الهاوية» كما يصفها البعض، حيث غياب التجهيزات، ضعف بل وانعدام البنيات والملاعب، وحيث اللاعب محروما من أدنى مدخول مالي أو مقابل لجهده وكده، ومحروما من تأمينه الطبي والصحي وحيث الأضواء منحبسة وبدون أنوار! يوما السبت والأحد، فصل جديد من مسلسل من المحن والمتاعب، رسم حلقاته رجال الجامعة الجدد بمعية رجال المجموعة الوطنية لكرة القدم الهواة، المجموعة التي نجت من طوفان الإقصاء الذي تعرضت له شقيقتها مجموعة النخبة «المغفور لها».. ماذا يحمل مسلسل الهواة لهذا الموسم، برنامجه، مجموعاته، وصور معاناته؟ { تنطلق بطولة الهواة نهاية هذا الأسبوع، ما هي الاجراءات التي اتخذتموها لانطلاقة سليمة؟ > أولا، لابد من الإشارة إلى أن بطولة الهواة تعتبر من بين البطولات التي عرفت مجموعة من الإكراهات منذ تأسيسها، ليومنا هذا، وفي خضم المجهودات المبذولة من طرف مجموعة من الأعضاء داخل المجموعة الوطنية للهواة، ورؤساء الأندية. وبالمناسبة، أشد بحرارة على أيدي كل مسؤول على هذه الفئة المغلوبة على أمرها، ولمدة 12 سنة من الممارسة، فمن خلال هذه التجربة التي عشناها، تبين لنا على أن هذه الإكراهات الموجودة، والتي تتجلى في قلة الإمكانيات، يلزمها دراسة معمقة، والتي طرحت خلال الجموعات العامة السالفة، حيث أعطت خلاصة على أن من بين الإكراهات الموجودة أولا البنية التحتية، وغياب الموارد المالية التي كانت تعتبر من أهم المعيقات التي تحول دون طموحات الأندية والمجموعة الوطنية، فرغم الاجتهادات وكل ما طرح من أفكار، يبقى عدد الأندية مؤثراً على المسيرة الكروية، لهذا فكرت المجموعة الوطنية في خطة تقليص الأندية ومحاولة البحث عن بعض المستشهرين والمحتضنين لهذه الفرق. وأمام هذا المخاض التي تعيشه الكرة الوطنية، ومن خلال هذه المستجدات، نتمنى أن تستفيد هذه المجموعة من دعم يليق بها. { نهاية الموسم الماضي، سجلت مشاكل عديدة مرتبطة بموضوع الصعود والنزول، ما هو الجديد في هذا الموضوع؟ > أعتقد أن الاتفاق التي تم بين الجامعة والمجموعة حول هذا الموضوع، أي الصعود والنزول، فرض بعض الإكراهات، ولهذا تم التراجع عن الطريقة التي يتم بها الصعود. وقد خلق لنا مشكل كبير في هذا الجانب. وبخصوص مسألة النزول، فأقولها بصراحة، وأتحمل فيها مسؤوليتي، أن المجموعة الوطنية للنخبة هي التي كانت حاجزاً أمام طموحات الأندية المستضعفة التابعة للهواة، وهو ما خلق صراعات ما بين المجموعة الوطنية للنخبة ومجموعة الهواة. وبعد مسلسل عسير من التحاور والمشاورات من خلال العديد من اللقاءات، تم إرضاء مجموعتنا، بصعود ثلاثة أندية. { كيف تم تقسيم الهواة الى ثلاثة مجموعات، وفق أي مقاييس؟ > تم تقسيم المجموعة الوطنية إلى ثلاث مجموعات وعصب، هناك محور الجنوب الذي اعتبر الأول ابتداء من العيون الى سوس وأكادير، والمحور الثاني يتمثل في عصبة الوسط ويضم عصبة الدارالبيضاء الكبرى بما فيها أندية الشاوية ورديغة والجديدة وآسفي والمنتمية لعصبة عبدة دكالة، والرباط والقنيطرة التي تنتهي أصلا لعصبة الغرب، والمحور الثالث وأنديته ما بين تافيلالت والرشيدية ووجدة وفاس ومكناس وضواحيها، كما جاء هذا التقسيم مع مراعاة المساحة الجغرافية والقرب ما بين المسافات. { أندية الهواة تشكو ضعف الموارد المالية، والبنية التحتية، ما هو دوركم كمجموعة وطنية؟ > في خضم هذه المتغيرات والتوجهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرؤية المستقبلية، إلى جانب مجيء رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الفاسي الفهري، وتحمله مسؤولية القطاع الكروي الوطني، أيضا قدوم رجل جديد على رأس وزارة الشباب والرياضة، وله رؤيا أخرى تتجلى في سياسة القرب، فيما يخص دعم الرياضات بكاملها، ومن خلال الاجتماعات التي عقدناها مع الأعضاء المسيرين للمكتب الجامعي، بجامعة كرة القدم، سنحظى بدعم كبير من طرف رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أيضاً تم عقد لقاء بين المكتب المسير للمجموعة الوطنية للهواة بحضور السيد محمد بن الصغير، والسيد الكاتب العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم رفقة المدير العام يوم الاثنين الماضي، وذلك على أساس وضع اللبنة للعمل بعقلنة ودراسة، فيما يخص البنية التحتية والإمكانيات المادية، أظن، والحمد لله، على أننا نسير في المسار الصحيح لدعم الأندية بخطى ثابتة. { لم يتم عقد الجمع العام للمجموعة الوطنية للهواة، وهناك حديث عن حلها، ما هو تعليقكم؟ > الحديث عن حل المجموعة الوطنية للهواة لم يكن بتاتا، ويبقى ذلك كلاما صدر من إحدى الجهات سامحها الله.. فكما سبق الذكر، فلقد اجتمعنا الاثنين الماضي بمقر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع الكاتب العام، وتبين لنا من خلال هذا اللقاء أن رئيس الجامعة له دراية وعلم بالدور الذي تقوم به المجموعة الوطنية للهواة فيما يخص دعم مجموعة من المواهب، والاهتمام بها خصوصا التي تمارس اللعبة جيداً بالأحياء الشعبية والفضاءات الشاسعة، وحل المجموعة غير وارد نهائيا. ونؤكد أن المجموعة الوطنية للهواة تلقت وعوداً من طرف رئيس الجامعة بالاستفادة من الدعم، حيث توصلنا بمستحقات التحكيم والتجهيزات. ولازلنا ننتظر الموارد الخاصة بالأمتعة الرياضية، وسنتوصل بها عما قريب. أما بخصوص الجمع العام، فإننا جد متأسفين لعدم عقده في الوقت الذي تم تحديده في 20 شتنبر الماضي، وذلك بسبب بعض الإكراهات، منها عدم عقد الجموع العامة لبعض الأندية، إلى جانب طلب بعض أعضاء المجموعة الوطنية للهواة و الرئيس، التأخير، وذلك نظراً للتفرغ لإعداد التكريم الخاص ببعض الفعاليات الرياضية داخل المجموعة الوطنية للهواة، من بين مؤسسيها، وكذا الأشخاص الذين عملوا في صمت وأبلوا البلاء الحسن في مجال اللعبة، وكذا لبعض رؤساء الأندية الذين يقومون بأدوار تأطيرية داخل فرقهم، ويبقى ذاك هو السبب في تأجيل الجمع العام، وسيتم عقده إن شاء الله بعد مرور دورة أو دورتين من البطولة التي تنطلق نهاية هذا الأسبوع. { كيف سيكون وضع أندية الهواة في الخريطة الكروية في عهد الاحتراف القادم؟ > أظن أننا قمنا بمجهودات جبارة، رفقة كل الفاعلين الغيورين قصد الخروج من الدوامة، ومن الركود الذي عاشته هذه الشريحة في بعض الفترات، فقد حققنا بعض النتائج من خلال إعادة هيكلة أندية الهواة، وتأطيرها، وكمجموعة وطنية، فإننا نساير هذا التغيير، ونسعى لتقليص بعض أنديتنا والاعتماد على دفتر التحملات، والبحث عن الموارد القارة مع سير الأندية في الاتجاه الصحيح، لمسايرة الركب على أساس أن تبقى أندية الهواة هي من تُزوّد وتطعم أندية النخبة والفريق الوطني من خلال إعداد أجود العناصر الشابة المتمرسة، وأظن أننا نسير في نفس السياق، مع السعي لخلق أندية قوية تشرف الكرة الوطنية.