خلال المدة الأخيرة سجلت حالتان تعطي الانطباع بقرب وفاة الروح الرياضية بين مسيري أندية كرة القدم بمنطقة سوس بكل من الملعب البلدي بتارودانت يوم 29 يناير الماضي في لقاء اتحاد تارودانت ونجم أنزا برسم منافسات القسم الثاني هواة ، ويوم الاحد 5 مارس الجاري بملعب المسيرة بتيزنيت في لقاء أمل تيزنيت ورجاء أكادير برسم بطولة القسم الوطني الثاني لكرة القدم النسوية . بملعب تارودانت حضر فريق أنزا الى تارودانت بقميص رياضي واحد وهو نفس اللون الذي اختاره الفريق المستقبل للعب المقابلة ، الحكم وطبقا للقانون طلب من الفريق الزائر تغيير القميص وهو ما لم يكن متاحا بحكم أن المكلف بالأمتعة انتقل الى تارودانت ببدلة واحدة فقط ، أمام هذا الوضع تدخل مسيرو فريق أنزا لذى زملائهم باتحاد تارودانت من أجل تغيير لون القميص على اعتبار أن مستودعات أمتعهم لاشك أن بها قمصان آخرى بألوان مختلفة ، مسيرو اتحاد تارودانت إعتدرو عن ذلك بدعوى أن القميص الموجود لدهم حاليا هو الذي يوجد بالملعب ، أمام هذا الجواب تحركت الهواتف شمالا وجنوبا وشرقا تم غربا بحثا عن من له علاقة بإحدى الفرق الرياضية بتارودانت لتمكين نجم أنزا من قميص مغاير وهو ما استجاب له مسيرو فريق ببطولة العصبة الذي أسرع نحو ملعب تارودانت لإعاردة أقمصته للفريق الأنزوي الذي تجنب بذلك تسجيل الاعتذار عن عدم إجراء اللقاء بسبب لون القميص . بملعب المسيرة بتيزنيت يتكرر نفس السيناريو يوم الاحد الماضي في لقاء أمل تيزنيت ورجاء أكادير غير أن عبقرية مسيري رجاء أكادير تفتقت عن فكرة آخرى تغنينهم عن مهاتفة أندية المدينة حيث تم اللجوء الى " الحرقوم " ( الملون الغدائي ) لإعادة صباغة الأقمصة البيضاء التي أتى بها الفريق من أكادير ليتفجأ بالفريق المستقبل يرتدي نفس اللون ويعتذر عن عدم إمكانية إستبدالها بلون آخر ، لتدخل لاعبات رجاء أكادير بأقمصة مبللة ملونه بالأصفر لتفادي تسجيل الاعتذار وهو مادفع بمسيري تيزنيت لتسجيل إعتراض تقني لذى الحكم بعد انطلاق المقابلة بدقائق . هذه الوقائع كما نقلناها هي بوادر قرب الاعلان عن موت الروح الرياضية بين أندية كرة القدم بسوس، صحيح جدا أن القانون لايحمي المغفلين وان القانون التنظيمي للمقابلات يعطي الأسبقية للفريق المستقبل للعب باللون الذي يختاره ، لكن وبالرغم من ذلك ألم يكن هناك حكماء بالملعبين لتفادي مثل هذه المشاكل الصغيرة التي يحاول بعض المسيرين الركوب عنها لتحقيق الانتشاء القصير الأمد بالفوز بالقلم ، وأين هي الروح الرياضية والتآزر والتلاحم بين المسيرين الذين يجابهون الكثير من الصعاب لتأمين التسيير اليومي لأنديتهم ليفتحو بمثل هذه التصرفات جبهات للصراع الفارغ من زملاء لهم بأندية مماثلة . لمثل هؤلاء المسيرين الذين إبتلت الساحة الرياضية بسوس بأمثالهم أسوق الواقعة التالية من زمن مضى بين فريقين الأول من سوس والثاني من شرق المملكة بوجدة كان يرويها عميد مسيري أندية كرة القدم بسوس المرحوم الحاج محمد ميسا في كل جلساته عند الحديث عن العلاقة بين المسيرين : يحكي المرحوم ميسا أنه وفي أحد مواسم الثمانينيات إنتقل رفقة حسنية أكادير الى مدينة وجدة لمواجهة فريق مولودية وجدة الذي كان يتنافس من أجل الصعود للقسم الأول ، اللقاء انتهى بالملعب الشرفي لوجدة والذي كان غاصا بالجمهور بالتعادل مما ضيع على وجدة نقطا أمام منافسه عن الصعود ، وبعد مغادرة حافلة الفريق السوسي لمدينة وجدة بكلمترات قليلة جدا أصيبت الحافلة بعطب أجبرت السائق على إختيار العودة نحو المدينة للبحث عن إصلاح العطب وهو الشيء الذي لم يتمكن منه بحكم الوقت المتأخر من مساء يوم الاحد ، فقصدت حافلة الفريق السوسي منزل رئيس مولودية وجدة لطلب الدعم لذى معارفه ليدلهم على منزل ميكانيكي لإصلاح العطب ، فما كان من رئيس المولودية المرحوم بالهاشمي إلا أن دعى جميع طاقم الفريق السوسي للدخول الى منزله للراحة مع إرسال الحافلة مع فرد من عائلته للبحث عن سبل إصلاحها ، ليخبرهم بعد ذلك أنهم سيكونون في ضيافته الى أن يتم إصلاح العطب يوم الاثنين صباحا لتعذر إصلاحها ليلا ، وظل جميع لاعبي الفريق السوسي ومسيريهم في ضيافة رئيس المولودية الى غاية صباح اليوم الموالي حيث أصلحت الحافلة وتم ملئ خزانها بالكامل بالوقود من طرف مسيري الفريق الوجدي ليصعد الجميع الحافلة التي اقلهم في امان نحو اكادير ، وذلك كله بدون حسابات ضيقة مرتبطة بالمقابلة التي انتهت بالملعب . على مثل هؤلاء المسيرين الذين لطخو سمعة الروح الرياضية بسوس أن يأخدو العبرة من مثل هذه المواقف من مسيرين سبقوهم الى التدبير والتسيير وأعطو لمدنهم وقراهم وانديتهم الكثير من الاشعاع ليس فقط بالنتائج الرياضية الانية واللحظية التي قد ينساها التاريخ ولكن بالمبادرات الانسانية التي تنمي الروح الرياضية ويسجلها التاريخ بفخر واعتزاز .