يعد سعد كرمان، المولود 18 يناير 1993، أصغر مدرب في "الليغا". ولج عالم التدريب من أوسع أبوابه، وحصل على دبلومي "اليوفا" ألف وباء، وهو بصدد الحصول على "يوفا برو" الذي يخول تدريب أكبر الأندية الإسبانية والأوربية. وأكد كرمان التي تدرج ضمن جميع الفئات العمرية لحسنية أكادير، قبل أن يتوجه إلى إسبانيا، لمواصلة الدراسة في مجال التدبير الرياضي، أنه سعيد بخوض هذه التجربة، ضمن واحد من أكبر أندية الليغا. وأشار مدرب شباب فياريال، أنه وجد ضالته ضمن هذا النادي الكبير في مجال التكوين، ويرفض في الوقت الحالي الانتقال إلى أي فريق آخر، رغم العروض الكثيرة التي توصل بها. وشبه الإطار الشاب، اللاعب المغربي بنظيره الإسباني، ودعا الإدارة التقنية الوطنية إلى تغيير سياستها، واعتماد الكرة الإسبانية نموذجا في التكوين، لأنه الأنجح حسب رأيه في العالم. وفي ما يلي نص الحوار: س/ كيف ولجت عالم الاحتراف في سن مبكرة؟ ج/ بعد الحصول على شهادة الباكلوريا، قررت ولوج عالم الرياضة من أوسع الأبواب، وتوجهت إلى إسبانيا لدارسة التدبير الرياضي، ونيل شهادات على أعلى مستوى. وعكس اللاعبين الشباب الذي ينتظرون نهاية مسيرتهم الكروية لولوج عالم التدريب، قررت ولوج المجال في سن مبكرة عن قصد، ما سيمنحني الفرصة للتنقيب في هذا العالم الواسع والمثير. س/ هذا يعني أنك لم تمارس كرة القدم... ج/ لا أبدا لقد لعبت لجميع الفئات العمرية لحسنية أكادير إلى أن بلغت فريق الشباب، وبعد الحصول على شهادة الباكلوريا كان علي الاختيار بين الدراسة أو مواصلة مسيرتي الكروية التي كانت في بدايتها، فاخترت الجمع بين الاثنين، دراسة المجال الذي أعشقه. س/ من كان له الفضل في توجيهك؟ ج/ جمال لحرش، عضو الإدارة التقنية الوطنية، هو من وجهني وشجعني على ولوج هذا العالم، وربما لأنه لمس في أشياء لم أكن أدركها حينها، لذلك أتوجه له بهذه التحية. س/ بعد الحصول على دبلوم في مجال التدبير الرياضي، كيف التحقت بفياريال، أحد أكبر الأندية الإسبانية؟ ج/ الأمر مختلف تماما هناك بإسبانيا، فمجرد حصولك على الشهادة، لست في حاجة إلى وساطة لكي تشتغل، فيكفي أن ترسل سيرتك الذاتية، لتمنح لك الفرصة لإثبات مؤهلاتك في أي مجال، وهذا ما حدث معي. س/ هل تواصل دراسة التدريب، أم اكتفيت بما حصلت عليه في مجال التدبير؟ ج/ حصلت على دبلوم اليوفا "ب"، ثم اليوفا "أ" وأنا الآن بصدد تحضير اليوفا "برو" الذي سيمكنني من تدريب أقوى الأندية الإسبانية والأوربية، وحتى المنتخبات. س/ تدرب شباب فياريال، ألا يشكل لك عدم الممارسة على أعلى مستوى عائقا في التعامل مع المحيط؟ ج/ أبدا، الجميع هنا يحترمني ويقدرني، بغض النظر عن أنني كنت لاعبا سابقا، فهم يحاسبونني على ما أقدمه اليوم، في إطار العمل المستمر في مجال التكوين، ولم يسألني أحد عما كنت أفعله من قبل. س/ كيف كانت البداية رفقة فياريال؟ ج/ البداية كانت عادية، كأي بداية لمدرب مبتدئ، انطلقت من الصغار، فالفتيان، ثم تدريب فئة الشباب. س/ هل تتطلع يوما ما لتدريب فئة الكبار؟ ج/ لم لا، كل شيء ممكن، فهم يعتبرون المؤهلات والإمكانيات لا الانتماءات، فإذا أكدت أحقيتي بذلك، فالأكيد أنهم سيمنحونني الفرصة، لأنني أصبحت من أبناء الفريق، وهذه سياستهم، إذا غالبا ما يعتمدون على أبناء المنطقة لاعبين ومؤطرين للفئات العمرية، وكذلك المدربين. س/ ألا تفكر في الانتقال إلى أندية كبيرة من قبيل الريال أو برشلونة لكسب المزيد من التجربة؟ ج/ الآن لا، لأنني مقتنع بما أحصل عليه من علم داخل هذا النادي المرجعي في مجال التكوين، بشهادة جل المتتبعين للشأن الكروي بإسبانيا، وفي جميع أرجاء العالم. س/ هل تفكر في العودة إلى المغرب في يوم من الأيام؟ ج/ من الصعب في الوقت الحالي، لأنني مازلت متعطشا للتحصيل والبحث في المجال، في مرحلة مقبلة ربما، لأنني أتمنى أن أخدم وطني، مع أن الأمر لن يكون سهلا في ظل السياسة التي تنهجها الإدارة التقنية الوطنية والتي اتخذت فرنسا نموذجا لها، في الوقت التي تظل الثقافة الكروية الإسبانية الأقرب للاعب المغربي، على جل المستويات. س/ هل تتابع مباريات البطولة الوطنية، وما هي ملاحظاتك؟ ج/ نادرا، لأنني أنهي مهامي داخل الأكاديمية في وقت متأخر، لكنني أعلم أن اللاعب المغربي موهوب، ولا ينقصه سوى القليل من التأطير، ليصبح أكثر نضجا ومردودية. يشبه اللاعب المغربي كثيرا نظيره الإسباني، ويميل أكثر إلى لعب كرة لاتينية، لذلك أتمنى أن تغير الإدارة التقنية الوطنية، سياستها في مجال التكوين، وتتجه قليلا صوب الكرة الإسبانية في مجال التكوين. * المدرب سعد كرمانفي سطور الاسم الكامل: سعد كرمان تاريخ ومكان الميلاد: 18 يناير 1993 بأكادير مدرب شباب فياريال الإسباني شهاداته: حاصل على دبلومي يوفا "أ" و"ب" لعب للفئات الصغرى لحسنية أكادير إلى غاية الشباب. * أجرى الحوار: نور الدين الكرف * المصدر : جريدة الصباح