عاش جمهور اولمبيك الدشيرة فيلما من أفلام هتشكوك الرهيبة وهو يتابع مواجهة فريقه للرشاد البرنوصي، فقد تلاعب الزوار بنفسية المحليين بشكل رهيب، فمرة يتقدم الزوار في النتيجة، وتارة أخرى يعود التكافؤ، قبل أن يتقدم المحليون، ومن جديد يتعادل الزوار، في مواجهة عرفت سيلا من الأهداف ، واجه خلالها الفريق السوسي حصانه الأسود ، الذي سبق وان عاد الموسم الماضي بفوز بين من الدشيرة بثلاثية نظيفة . وإذا كان كل من المغرب الفاسي واولمبيك أسفي قد تمكنا من قلب كل التوقعات، محققان التأهل لنهاية كأس العرش، فإنهما تعذبا كثيرا في مبارتيهما نهاية الأسبوع ، حيث كان اتحاد ايت ملول سباقا إلى التهديف في فاس ، قبل تمكن المخضرم الصنهاجي من توقيع التعادل للماص، وكان بوسع المهاجم كارل ماكس ان يزور شباك حارس المغرب الفاسي في أكثر من مناسبة، خاصة بعد انفراده بالحارس اثر مرتدات خاطفة ، كما مارس الفريق المضيف ضغطا رهيبا على مرمى ليركي في الدقائق الأخيرة، لكن دفاع اتحاد ايت ملول كان في مستوى الحدث، ليعود أشبال صابر بتعادل مهم جدا . ولم يكن حال اولمبيك أسفي أحسن من الماص، ففي مباراة مفتوحة، ذات مستوى متوسط عموما، تمكنت الحسنية من توقيع ثاني انتصار لها هذا الموسم ، والغريب أن رصيد الفريق السوسي إلى حدود الدورة الثامنة استقر في 09 نقط، ثمانية منها انتزعت داخل الميدان ( تعادلان وفوزان )، ولم يتم اقتناص النقطة المتبقية الا في مواجهة خارج الميدان أمام اتحاد طنجة، بحيث أن الحسنية ظلت وفية لتاريخها القريب ، الذي يؤكد تواضعها أمام فرق إما صاعدة من القسم الثاني او تمارس ضمنه ( لاننس الإقصاء في كأس العرش أمام فريق من القسم الثاني ) ، وربما الهزيمة الوحيدة المفاجئة هي التي كانت بالجديدة ، وطبعا لعب فيها سوء التحكيم دورا لاينكر. بذلك يتضح أن الفريق السوسي عكس ما عودنا عليه الموسم الماضي وما قبله، عاجز إلى حدود هذه الدورة عن العودة بنقط الفوز خارج القواعد، وربما اختلال توازنه عائد بدرجة كبيرة إلى ذلك التأخر في استثمار كامل لمباريات خارجية ، ولا يعني التواضع المسجل إلى حدود الدورة الثامنة كل تلك الإسقاطات وخطاب التهويل الذي أصبح يستغل أحيانا لأغراض لا علاقة لها بالبحث عن تصحيح اختلالات ، فالعودة إلى الوراء ليس أبدا في صالح الحسنية . . داخل الإطار : لاعبان شباب خلقا الحدث في مبارتين مختلفتين، حيث غير إقحام اولمبيك الدشيرة لمهاجمها ايوب الزهيري إيقاع الخط الهجومي للاولمبيك، بل وتمكن أيوب من توقيع هدف ، وهو نفس ما حصل في مباراة الحسنية ضد اسفي، حيث لعب المهاجم البديل البركاوي دورا مهما في الفوز ، وبالتالي ، يستحق كل من الإطارين بودراع والسكتيوي التنويه، مع متمنياتنا بمنح الفرصة أكثر لكل المواهب الشابة ..