الصورة أعلاه، وكما أفادنا بذلك الصديق الحسين عوينتي ( الذاكرة الممتازة لكرة القدم بإنزكان التي لم ينتبه إليها الإعلام الرياضي المحلي بالمطلق)، تعود لسنة 1981 ، وبالضبط دوري رمضان ، حيث أن الفريق المعني هو " لاس بيخوس" المشكل من تركيبة لاعبين من الحسنية، فتح انزكان، اتحاد كسيمة انزكان وأولمبيك الدشيرة، وهم : وقوفا من اليمين نحو اليسار : الحارس إبراهيم الحساني، محجوب زندار، الحسين كراني، احمد الحلوي، محمد بوقال، الحسين بلعاريف، يحيى( كماتشو)، الراحل محمد بوجناح، والحسين يحياوي ( الكورداح). جلوسا من اليمين نحو اليسار: المرحوم بن سعيد خلواني، عبد القادر بيداح، المرحوم علي صبري ( طوطو)، سوني، إبراهيم حيميد( بومبا)، إبراهيم القنيطري.. ولعل الجيل الذي تتبع دورات بطولة رمضان بملعبي انزكان والدشيرة أيام الأرضية الصلبة، قبل التعشيب ، ربما سيتحسر من العطاء الكروي المتميز الجودة الذي لم يصله بعد مستوى التنافس خلال الألفية الثالثة بالخصوص، ففرق سوس التي كانت لا تعرف في قاموسها الاستعانة بلاعبين من مدن خارجية ( اللهم محور تيزنيت انزكان تارودانت الذي كان نشيطا)، أصبحت اليوم لا ترتبط في معظمها بالمنطقة إلا عضويا ، بشهادة التأسيس والميلاد لا بشهادة الاستفادة من الفئات الصغرى ، كما أن بيروقراطية تدبير البلديات والمجالس المنتخبة انصبت أكثر على حماية العشب وليس تطوير الممارسة الكروية، فحين نذكر على سبيل المثال استفادة اولمبيك الدشيرة من حصة تدريبية واحدة بملعب احمد فانا اليوم، ونستحضر خطى لاعبيها في سنوات الثمانينيات التي حرثت الملعب طولا وعرضا ، صباحا وما بعد الزوال ، فإننا ربما سنعتبر تعشيب ملاعبنا السوسية مجزرة في حق المواهب الصاعدة ، سيما وأن إشكال الزحف العمراني على عقار كان بالأمس القريب يوفر ملاعب لفرق الأحياء بالخصوص قد ساهم في معضلة كبيرة، تمثلت في انصراف الصغار عن الرياضة بقوة الواقع لا بمحض الاختيار، بل ربما اصبحنا نعاين كيف تنط جحافل من الصبية واليافعين فوق أسوار الاعداديات والثانويات وبعض المدارس الابتدائية كل صبيحة أحد، فقط من اجل سواد أعين ملاعب التربية البدنية ، طبعا ، بعدما فقدت الحق في ملاعب القرب التي بوسعها على الأقل أن تكون متنفسا ، في زمن حول فيه العشب الملاعب الكبرى التقليدية إلى " محمية بيئية"، سنلاحظ مع كامل احترامنا للمجالس المنتخبة، كيف تفتح ابوابها بكرم حاتمي امام بعض فرق القسم الاول والثاني، سواء التي تقيم معسكراتها الصيفية بالمنطقة، او تلك التي ستخوض مباراة ما ضد الحسنية، اتحاد ايت ملول، شباب هوارة سابقا، واولمبيك الدشيرة .. البعض قد يتمسك بكون التعشيب مفخرة، تستهلك إعلاميا، وفي الواقع هو اعتقاد مشروع من ناحية، لكنه في نفس الوقت مجزرة في حق سيرورة وتوالي الأجيال الممارسة ، خاصة في حالة انزكان والدشيرة اللتان نفذ فيهما الوعاء العقاري لصالح " المنعشين العقاريين" ، أما تيزنيتوتارودانت فالخير وفير، ويحتاج الأمر فقط إلى سياسة معقلنة بعيدة المدى على مستوى تدبير المنتخبين …قبل فوات الأوان..