تعتبر الأكياس البلاستيكية ( الميكة) قنبلة موقوتة تهدد البيئة المغربية دون إستثناء ,فبالرغم من خطورتها فإن الفرد المغربي يزيد من استعمالها نظرا لحاجته الملحة لها ويعشقها حتى النخاع وهناك من يعتبرها تراثا وطنيا ,والسبب الحقيقي الكامن وراء كون المغربي يحب الكيس خاصة ذات اللون الأسود هو ثقافته القديمة التي ترغمه على ذلك لان المغربي إذا اشترى منتوجا فأخر مايطلبه من البائع هو الكيس الأسود لأنه وكما يقولون يستر المنتوج ويخفيه عن نظرات الجيران ,ويزداد استعمال هذا الكيس في المدن القديمة (الأحياء القديمة) نظرا لبنيتها وكثرة سكانها وبالتالي كل واحد لايريد أن يعرف جاره ما الذي إقتناه,وما يؤكد هذه العادة هو عندما تقتني سيدة منتوجا ولم تجد كيسا بلاستيكيا عند البائع تضطر لإخفائه ( تحت الجلابة أو ليزار تقليدي) حتى لا تضربها عيون الجيران. وعندما يقوم الإنسان بجولة بسيطة عبر أزقة المملكة فمن المستحيل ان يجد مكانا خاليا من كيس بلاستيكي حتى أصبحت بعض الأزقة مغطاة كليا بهذه الاكياس السوداء مما يثير الاشمئزاز والنفور من البيئة المغربية من طرف السواح خاصة وأننا أفق استقبال 10 ملايين سائح فهل سنستقبلهم بالميكة الكحلة؟. الكيس الأسود أو الميكة الكحلاء أو ميكة د 10 أو مييك......أسماء متعددة للكيس وبتعددها يتعدد مستعمليها فهناك من يسترزق منها خاصة الاطفال في الأسواق فهل فكرت الدولة في تعويضهم؟ علما أنها مصدر رزقهم الوحيد ويعيلو ن عائلاتهم ويواجهون بها قوتهم اليومي والمدرسي إن كانوا حقا يدرسون..........وهناك من يخفي بها ما يقتنيه من التخنزير......وهناك من يستعملها في تخريب عقله ومجتمعه , خاصة أطفال في عمر الزهور تراهم ينفخون الميكة كأنهم يلعبون بل يموتون رويدا رويدا. كما سمعنا مؤخرا فقد صدر مرسوم بين الوزارات المختصة والذي دخل حيز التنفيذ خلال الايام القليلة الماضية والذي بنص على ضرورة إلغاء إنتاج الأكياس السوداء وتفادي استعمال المواد الملونة عند إنتاجها,وكذلك تحديد سمكها والطرف المنتج لها بالإضافة إلى محاصرة الأكياس المتبقية والقضاء عليها تدريجيا من البيئة المغربية. فهل فعلا سيتم التطبيق الفعلي لهذا المرسوم كما هو الشان لقانون التدخين ؟وهل احاطت الدولة بكل الجوانب المتعلقة بذلك؟ والسؤال الجوهري والذي أتمنى أي يجيبني عليه المغاربة هو هل فعلا نحن مستعدون للتخلي بصفة نهائية عن الميكة الكحلة؟.