اكادير: الحسن باكريم تعتبر مسرحية إمطاون ن تمغارت" (دموع امرأة)، رسالة أو صرخة للكشف عن مجموعة من أشكال المعاناة التي تعيشها النساء في صمت، منها احتكار الرجل لجميع القرارات، والنفاق المجتمعي والاجتماعي الذي يصب دائما في مصلحة الرجل. "المسرحية هي محاولة منا، يقول حميد أشتوك، مخرج المسرحية، لنقول للمرأة المغربية، أن ثقافة المساواة بين الرجل والمرأة، كانت هي السائدة في التاريخ المغربي القديم، وهي كذلك دعوة لنبذ العنف ضد المرأة" تبدأ المسرحية بملخص لقصتها عبارة عن رقصة تعبيرية جسدية، ، وتليها 4 فصول من العرض الذي عرف انسجاما بين أداء الممثلين، والموسيقى المصاحبة، والديكور المؤثث لفضاء الركح، باعتماده على ثنائية اللونين الأبيض والأسود، واللوحات المعلقة على الجدران، والتي تظهر المرأة في عدة صور، منها صورة امرأة تصرخ وأخرى تبكي، وواحدة لامرأة محجبة. وتعتمد المسرحية على شكوك تحوم حول حمل فتاة عازبة، كنقطة انطلاق لعرض ومناقشة وضعية وحقوق المرأة بصفة عامة، والمرأة الأمازيغية على وجه الخصوص. "زيد"، الذكر الوحيد في المنزل بعد وفاة والده، يزرع الرعب في الأسرة، بعد أن تناهى إلى أسماعه تأخر العادة الشهرية لأخته "تودة"، وذلك باتخاذه قرار قتل الفتاة لإنقاذ شرف العائلة. "تودرت"، الأم تحاول الدفاع عن ابنتها من خلال خطاب الحقوق والمساواة بين الجنسين، لكنها سرعان ما تجد نفسها قد تجاوزتها الأحداث، وأصبحت غير قادرة على التصرف. "أمكسا"، (الراعي) العم، بحكمة الأجداد وطرقهم، حاول تفادي الأسوأ ، والانتصار للعقل، ولكن "زيد" كان مصمما على الإقدام على فعلته. وقبل غرز السكين في صدر "تودة"، يحضر ساعي البريد رسالتين، قلبت محتوياتهما الوضع رأسا على عقب. المسرحية تدفع المجتمع إلى إعادة النظر في مواقفه تجاه المرأة أكثر من مطالبة النساء لحقوقهن. وهي من تأليف عبدالله صبري، وإخراج الفنان حميد أشتوك، وإنتاج فرع أيت ملول لمنظمة تامينوت، بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ويؤديها كل من الفنانة لطيفة مزيك، وكبيرة البردوز، حميد أشتوك، عزيز المولى والعربي حمري، وسينوغرافيا من إنجاز إسماعيل مرابح ورشيد بوزيد، الإنارة الحسين لاركون، وموسيقى عبدالله صبري. يذكر أن عدد من عشاق المسرح، شاهد يوم أول أمس السبت بقاعة الأفراح التابعة لبلدية أكادير، العرض الأول لمسرحية "إمطاون ن تمغارت" (دموع امرأة)، على ان تتبع هذا الافتتاح جولة اولى تهم مدن الدارالبيضاء ومراكش وتيزنيت وطاطا، في انتظار 9 محطات أخرى لجولة ثانية تشمل باقي مدن المملكة، على حد قول المكلف بالإنتاج بالفرقة المسرحية.