كان عشاق المسرح، يوم أول أمس السبت، بقاعة الأفراح التابعة لبلدية أكادير، على موعد مع أول عرض لمسرحية «إمطاون ن تمغارت» (دموع امرأة)، والتي تابعها جمهور غفير من مختلف الشرائح المجتمعية، مع حضور وازن للعنصر النسوي. ويعتبر هذا العرض أول محطة في جولة من ست محطات تهم كلا من أكادير بعرضين مسرحيين، والدار البيضاء ومراكش وتيزنيت وطاطا، كمرحلة أولى، في انتظار تأكيد 9 محطات أخرى بمختلف مدن المملكة، يقول المكلف بالإنتاج داخل الفرقة المسرحية. المسرحية هي بمثابة رسالة أو صرخة للكشف عن مجموعة من أشكال المعاناة التي تعيشها النساء في صمت، أمام احتكار الرجل لجميع القرارات، وفي ظل واقع مجتمعي سمته النفاق الاجتماعي ويصب دائما في مصلحة الرجل. في تصريح ل«المساء»، قال حميد أشتوك، مخرج المسرحية، «هي محاولة إبداعية نسعى لنكشف من خلالها للجمهور وللمرأة المغربية، على وجه الخصوص، بأن ثقافة المساواة بين الرجل والمرأة كانت هي السائدة في التاريخ المغربي القديم، وهي كذلك دعوة إلى نبذ العنف ضد النساء». يبدأ العرض بلوحات للتعبير الجسدي والرقص، تقدم ملخصا للمسرحية، وهي بمثابة استهلال لهذا العمل الإبداعي الذي تميز بالإنسجام بين الممثلين على مستوى الأداء ومرافقة الموسيقى المصاحبة، أما الديكور المؤثث لفضاء العرض، فقد اعتمد على ثنائية اللونين الأبيض والأسود، وتبرز اللوحات المعلقة على الجدران المرأة في عدة صور، منها صورة امرأة تصرخ وأخرى تبكي، وثالثة لمحجبة. تقوم المسرحية على شكوك تحوم حول حمل فتاة عازبة، كنقطة انطلاق لعرض ومناقشة وضعية وحقوق المرأة بصفة عامة، والمرأة الأمازيغية على وجه الخصوص. «زيد»، الذكر الوحيد في المنزل بعد وفاة والده، يزرع الرعب في الأسرة، بعد أن تناهى إلى أسماعه تأخر العادة الشهرية لأخته «تودة»، وذلك باتخاذه قرار قتل الفتاة لإنقاذ شرف العائلة. «تودرت»، الأم، تحاول الدفاع عن ابنتها من خلال خطاب الحقوق والمساواة بين الجنسين، لكنها سرعان ما تجد نفسها عاجزة، بعد أن تجاوزتها الأحداث، وأصبحت غير قادرة على التصرف. «أمكسا»، (الراعي) العم، بحكمة الأجداد وطرقهم المتعلقة، حاول تفادي الأسوأ، والانتصار للعقل، ولكن زيدا كان مصمما على الإقدام على فعلته. وقبل غرز السكين في صدر «تودة»، يحضر ساعي البريد رسالتين، قلبت محتوياتهما الوضع رأسا على عقب. المسرحية تدفع الرجال إلى إعادة النظر في مواقفهم تجاه المرأة أكثر من مطالبة النساء بحقوقهن. المسرحية من تأليف عبدالله صبري، وإخراج الفنان حميد أشتوك، وإنتاج فرع أيت ملول لمنظمة تامينوت، بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ويؤديها كل من الفنانة لطيفة مزيك، وكبيرة البردوز، حميد أشتوك عزيز المولى والعربي حمري، والسينوغرافيا من إنجاز إسماعيل مرابح ورشيد بوزيد، الإنارة للحسين لاركون، وموسيقى عبد الله صبري.