أفرزت المواجهات الأخيرة التي شهدتها مدينة ايفني حاضرة ايت باعمران، العديد من التحولات لا سيما على مستوى طبيعة العلاقة بين السلطات و المواطنين و باقي الهيئات المدنية و الجمعوية، فبعد ما أرغمت نضالات الجماهير وزير الداخلية الذي قام بزيارة غير منتظرة إلى ميناء ايفني، تحركت السلطات الإقليمية بشكل ملفت للانتباه و كثفت من زياراتها للعديد من المناطق، وأعلن عامل عمالة تيزنيت بوشعب سويلم، المنحدر من الأقاليم الصحراوية، على برنامج للقاء مع جميع جمعيات و منتخبي الجماعات القروية بمنطقة ايت باعمران و تدارس أوضاع و مشاكل السكان و التفكير بشكل جماعي في سبل انجاز مشاريع تنموية ، تخرج المنطقة من أزماتها الاجتماعية و الاقتصادية. هذا وقد اجتمع يوم الخميس 28 غشت الجاري عامل إقليمتزنيت مع منتخبي جماعة 'تيوغزة' و بعض الجمعيات النشيطة بها، وقد تميز النقاش حسب مصادر حضرت اللقاء بالحدة والأخذ و الرد بين العامل و بعض الناشطين الجمعويين، أكدوا من خلاله على التهميش و الإقصاء الذي تعيشه المنطقة وانتشار البطالة و انعدام الماء الصالح للشرب في مركز سوق الخميس و الدواوير المجاورة. كما عبرت نفس الإطارات على عدم رضاها بالطريقة التي تتعامل بها السلطات الإقليمية و المركزية مع المطالب العادلة و المشروعة لايت باعمران، كما أكدت العديد من الفعاليات التي حضرت اللقاء لعامل الإقليم 'بوشعيب سويلم' أن المدخل الأساسي و الوحيد لإعادة الهدوء إلى حاضرة ايت باعمران و مصالحة المخزن مع السكان هو إطلاق سراح معتقلي أيت باعمران على خلفية أحداث السبت الأسود. ومن جهته، أعطى عامل الإقليم العديد من الوعود في شان انجاز مجموعة من المشاريع التنموية في غضون الشهور القليلة القادمة، و أكد انه سيكثف من اتصالاته مع اللجنة التي افرزها اجتماع الأعيان بمنزل 'فبيان' (أحد الأعيان)بخصوص المعتقلين في أفق دراسة ملفهم مع الهيئات و الجهات المسئولة. وقد تميز هذا الاجتماع عكس الاجتماعات التي تم عقدها ببلدية ايفني و جماعة مستي ، بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر جماعة تيوغزة أثناء انعقاد الاجتماع، الأمر الذي فرض على عامل الإقليم نوعا من التعامل مع مطالب السكان، وقد تميزت هذه الوقفة بحضور النساء بشكل مكثف، وحملن العديد من الأواني الفارغة للتعبير عن شدة العطش الذي يجتاح جماعة تيوغزة، مما أجبر العامل على استقبال بعض من نساء المتظاهرات والاستماع إلى مشاكلهن و مطالبهن. ورفع المتظاهرون العديد من الشعارات ضد رئيس المجلس العربي أقسام ذو الأصول البعمرانية (إديعزا) والذي اعتبرته برجل المخزن بعد أن خان ساكنة أيت بعمران "يا معتقل ارتاح..ارتاح..سنواصل الكفاح"، "أقسام يا شفار...سير فحالك". وقد سبق لساكنة سيدي إفني أن طردت أقسام من المدينة، وخرج يجر أذياله. وفي اتصال مع أحد أعضاء جمعية 'تاكيزولت' أهم الجمعيات النشيطة بالمنطقة، حضر اللقاء، حول ظروف و ملابسات هذا الاجتماع، أكد انه بالرغم من ملامسة إرادة سياسية من الجهات المركزية لطي ملف ايت باعمران و تحقيق مطالبهم، إلا انه تخوف أن لا تكون هذه التحركات محاولة لامتصاص غضب ساكنة ايت باعمران الذين فقدوا الثقة من الدولة و مؤسساتها التمثيلية، خاصة و أن الوعود التي أعطاها العامل لنا، هي نفسها التي يستمع إليها السكان منذ عقود، وشدد نفس الفاعل الجمعوي على أن قضية المعتقلين هي مفتاح أزمة ايت باعمران الراهنة. عبد الله بوشطارت