من بين التداعيات الجانبية لحادث تفجير مقهى أركانة وسط القلب النابض لمدينة مراكش/ساحة جامع الفنا، الهلع والخوف الذي انتاب ساكنة حي سيدي مومن بمدينة الدارالبيضاء، وخاصة بالأحياء الفقيرة والمهمشة، الذين اعتادوا كلما امتدت يد الغدر والإرهاب، للضرب في أية رقعة جغرافية بالمغرب،أن يتحسسوا أعضاءهم ويشذوا على قلوبهم في انتظار خبر قد يأتيهم باعتقال هذا أو ذاك من شباب الحي، الذين أصبحت تهمة الإرهاب لصيقة بهم وتطاردهم أينما حلوا وارتحلوا منذ الأحداث الأليمة المعروفة اختصار ب: 16 ماي. غير أن الخبر اليقين، جاء هذه المرة من مدينة أسفي التي ظلت هادئة، إلى حين استيقاظ ساكنتها على وقع خبر اعتقال ثلاثة من شبابها، ممن خططوا ونفذوا جريمة أركانة قبل أن يرتفع عدد المعتقلين إلى ستة، بعد اعتقال ثلاثة آخرين من المشاركين في التخطيط للعملية الإرهابية. اليوم واليوم فقط،، يمكن لساكنة سيدي مومن أن يتنفسوا الصعداء بعد أن اختنقوا أو كادوا وهم يكتوون بتلك النظرات الحارقة التي تذكرهم ب 16 ماي، كلما تقدموا ببطاقة هويتهم، إلى إحدى المؤسسات العمومية أو الخاصة . الإحساس نفسه، يلازم أطفال المنطقة الذين أصبحوا يخجلون من ذكر انتمائهم لهذا الحي الملازم للتفجيرات الإرهابية، وكم منهم أصيب بالذهول وهو يرى طلب انتقاله لإحدى المؤسسات التعليمية خارج الدائرة الجغرافية لسيدي مومن يواجه بالرفض، من غير أن يكون هناك ما يبرر الرفض. وما زاد في تعميق هذا الإحساس، تواصل زيارات الوفود الأجنبية بدون توقف للحي وكذا وسائل الإعلام وهو ما يحيي لديهم كل وقت وحين، هذه الذكرى المؤسفة والتي تقول لهم من غير أن تقصد ذلك :" من هنا انطلق الإنتحاريون". وعلماء النفس وحدهم، قادرون على قياس مقدار الضرر النفسي والسلوكي الذي من شأنه أن يترتب عن مثل هذه النظرة، ليس لدى من عايشوا تلك الأحداث بل لدى من ولدوا بعد دلك. لقد أن الأوان، لنرسخ في سلوكنا اليومي وليس على مستوى القناعات فحسب، أن الإرهاب لا لون ولا جغرافية ولا حتى انتماء طبقي له، وما علينا والحالة هذه، سوى أن نعتذر لساكنة سيدي مومن عما اقترفناه في حقهم.