دخل تلاميذ المؤسسات التعليمية بأكادير والنواحي في احتجاجات متتالية على هدر الزمان المدرسي طيلة هذه السنة، بسبب دعوة النقابات التعليمية إلى سلسلة من الإضرابات مما فوت عليهم التحصيل والاستعداد للامتحانات في ظروف عادية وأمام خنوع الآباء والأولياء الذين تراودهم المخاوف على مصائر أبنائهم بسبب كارثة هدر الزمن المدرسي وزمن التعلم، كان للتلاميذ بادرة الاحتجاج على المسؤولين بكل مكوناتهم وإثارة الانتباه لهذه الآفة التي لحقت بقطاع التربية. ولاشك أن القضية أصبحت في حاجة إلى بحث، وإلى لجان افتحاص لتقدير حجم الكارثة، والخسارة، ومتابعة آثارها على نتائج هذا الموسم الدراسي التي لا تبشر خواتمه بخير. وإذا ما أردنا حساب المال العام المقابل لهدر الزمن المدرسي، وزمن التعلم فالمبالغ ستكون ثقيلة جدا. وحري بالسيد الوزير الذي بشر في مجلس المستشارين أخيرا بأنه من الممكن أن يعلن على سنة بيضاء في العديد من الأقاليم التي عرفت طيلة السنة سلسة من الاحتقانات والإضرابات أثرت سلبا على سير العملية التربوية، أمام هذه الكارثة أن يقدم استقالته، لأنه أهدر الوقت والمال العامين بسياسته المتعثرة، ومن الظواهر المستجدة ما أصبح يعرف بالإضرابات المضادة حيث بدأ المتعلمون في العديد من الجهات يحتجون على الحصص الضائعة من الدراسة والتعلم. ومن المعلوم أن قيمة الزمن تقاس بقيمة ما ينجز فيه من أعمال. وليس من قبيل الصدف أن يكون قياس الزمن في الحقل التربوي من الدقة بمكان باعتبار ظاهرة التعلم، ذلك أن الحصص الدراسية تقاس بالدقائق. وبناء على ذلك تحضر الدروس وتنجز بناء على قياس قوامه الدقائق. ومعلوم أن الموسم الدراسي الذي تحدده المراسيم الوزارية سنويا في أيام معدودات يعود حسابه إلى حصص تقاس بالساعات والدقائق. والمشتغلون بالتدريس يعدون دروسهم وينجزونها باعتبار مقياس الدقائق.وعليه يكونون هم الأدرى بقيمة احترام الزمن المدرس ومن المؤكد أن كل دقيقة تهدر لا يمكن تعويضها إلا خارج الغلاف الزمني الذي تحدده المراسيم الوزارية. وقد صار الموسم الدراسي، الذي أريد له أن يكون موسم تأمين الزمن المدرسي وزمن التعلم، موسم هدر الزمن المدرسي وزمن التعلم بامتياز وبشكل غير مسبوق. ولقد بلغ عدد ساعات الزمن المدرسي المهدر -ولا نقول زمن التعلم لأن الفرق واضح بين الزمنيين ذلك أن الأول يقاس بدخول المتعلمين إلى الفصول الدراسية، والثاني يقاس بوجودهم داخل هذه الفصول بسبب الإضرابات التي شارك فيها كل المدرسين على اختلاف أطيافهم النقابية حوالي 42 ساعة، على اعتبار أن الأسبوع الدراسي فيه ستة أيام، ومعدل ساعات الدراسة بالنسبة للتعليم الثانوي بسلكيه 30 ساعة أسبوعيا مما يعني أن الإضرابات الشاملة حصدت أسبوعا كاملا وزيادة من الدراسة خلال هذه الدورة من هذا الموسم الدراسي. ولهذا نهمس في آذان النقابات التعليمية أن تكف عن العبث بالزمن المدرسي الذي هو قياس لمدى التحصيل عند فلذات أكبادنا، وأن تعمل على ابتكار أشكال جديدية من النضال غير ضياع الوقت والحصول على عطل مجانية بشماعة الإضراب!