تواصلت احتجاجات آباء وأولياء التلاميذ ضد الإضرابات المتكررة في قطاع التعليم والتي أصبحت هي القاعدة والتدريس هو الاستثناء، وينتظر أن تتسع دائرة الاحتجاجات إلى التلاميذ الذين لم يعودوا يتحملون ضياع الدروس ولم يستوعب الآباء سكوت جمعيات الآباء لحدود الآن عن الهدر المدرسي المتواصل والذي لم تعد له حدود. واقترح العديد من الآباء، الذين يستعدون للانقلاب على الجمعيات، اشتغال الأساتذة طوال أيام الأسبوع من باب الحرص على الخدمة والواجب الوطنيين والاحتجاج أيام الأحد والعطل أمام وزارة التربية والتعليم والأكاديميات والنيابات رفقة الآباء والأولياء والتلاميذ باعتبار أن الضغط ينبغي أن يوجه للوزارة المسؤولة عن وضعية المدرسين. واعتبر الآباء أن النقابات التعليمية دخلت في حرب مع الوزارة واتخذت التلاميذ كذروع بشرية في الوقت الذي هم ليسوا مسؤولين عن الوضع الاجتماعي والمادي لرجال التعليم لكن الضحية هو المغرب ككل لأن تلاميذ اليوم الذين لم يتلقوا تدريسا جيدا هم نخب الغذ، ومن باب التضحية الوطنية على المدرسين أن يضحوا بوقتهم ويحترموا وقت التلاميذ الذي ليس ملكا للأساتذة. وطالب الآباء بعقد مناظرة وطنية بين النقابات وجمعيات الآباء لبحث صيغ جديدة للاحتجاج بعد أن أصبح مقاطعة الدروس يضيع مستقبل التلاميذ ولا يشكل وسيلة فعالة للضغط على الوزارة. ويذكر أن الإضرابات التي شنتها النقابات التعليمية تسببت في ضياع ملايين ساعات التدريس بما يقدر بنصف الزمن المدرسي لحوالي ستة ملايين تلميذ بالمغرب، وقد خرج آلاف التلاميذ في العديد من المناطق المغربية في مسيرات احتجاجية للتعبير عن تخوفهم من سنة بيضاء. وقد شارك في هذه المسيرات العشرات من التلاميذ الذين وجدوا أنفسهم محرومين من متابعة فصولهم الدراسية نتيجة خوض أساتذتهم إضرابا وطنيا. وقد أفقدت الإضرابات المتتالية الامتحانات مصداقيتها لأنها تتسبب في ضياع نسبة مهمة من الحصص الدراسية المقررة من قبل الوزارة، وأصبح ضعف المستوى الدراسي يشكل هاجسا للآباء الذين لجأوا إلى دروس التقوية التي تكلف الأسر الكثير والتي أصبحت تقتطع الجزء المهم من مداخيل الأسر. وخلقت التهديدات التي أطلق رجال التعليم بالاعتصام في الرباط وبسنة بيضاء تخوفات وسط الأسر والتلاميذ وخلقت نوعا من التوتر بين الآباء ورجال التعليم.