ابرز محمد العربي المساري كاتب صحفي ووزير سابق، في ندوة حول موضوع "الدعاية السياسية و الإعلام " نظمتها النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالرباط يوم الجمعة 7يناير 2011 الماضي، أن الحملة الإعلامية الشرسة التي قادتها وسائل الإعلام الاسبانية ضد المغرب، عقب أحداث كديم ازيك الاخيرة قد بينت أن الاعلام الاسباني بمختلف أجناسه، قد و قع في انزلاقات وممارسات مطبوعة بالشراسة والتحيز في المواقف، ولا تتورع عن الكدب عندما يتعلق الأمر بمصالح المغرب وقضاياه، والتي نجحت اسبانيا في ان تحقق حولها إجماعا شعبيا. وأوضح المساري، ان تغطية الاعلام الاسباني لإحداث العيون الاخيرة والمطبوعة بالايديولوجية السياسية, قد ادت الى قتل المهنية في العمل الاعلامي ,فيما يخص التعامل مع الاحداث ودلك من خلال حملات متواصلة مصحوبة بالاستهتار والاباحية, الى الحد الدي وصل باحد الصحفيين الاسبان الى الافصاح عن رغبته في قنبلة قصور محمد السادس كرد فعل على تصريح الوزير الاول.مضيفا ان استطلاع الراي العام الاسباني الدي قامت به وكالة "سيكما" حول المغرب ,قد بين ان80 بالمائة من الاسبان يعتبرون ان المغرب متساهل كثيرا في مسالة تهريب المخدرات, وان 83.3بالمائة منهم اكدت ان المغرب يشجع الهجرة السرية,فيما دهبت 63بالمائة الى القول بان المغرب يشجع الارهاب الاسلامي, في مقابل 25 بالمائة فقط التي دهبت عكس دلك. واشار المساري الى ان معهد "الكانو"للعلاقات الخارجية ,قد وصف في شهر ديسمبر الاخير المغرب كدولة سيئة بالنسبة لاسبانيا ,و هو ما يظهر ان المغرب مازال محط انتقاد شديد من طرف الاعلام الاسباني ,والدي يعكس اقتناعات تتقاطع مع الثقافة السائدة في اسبانيا مند خمسين سنة والتي تعتبر ان المغرب بلد يمارس الاقصاء ويصدر المهاجرين. من جهة اخرى , اكد عبد الله ساعف رئيس مركز الدراسات والابحاث في العلوم الاجتماعية ,بانه لايمكن فهم وتفسير الحملات الاخيرة للاعلام الاسباني ضد المغرب, الامن خلال فهم طبيعة العلاقة الراسمالية والاقتصادية التي تربط كبريات المؤسسات الاعلامية, بالعديد من المجموعات المالية المتحكمة في وسائل الاعلام الاسبانية.العلاقة التي تظهر بان هناك صراع للتحكم في التوجه العام للحقل الاعلامي الاسباني, وهو ما لايتلاءم حسب قوله مع التجربة الديمقراطية لاسبانيا.مشيرا الى انه يتعين لفهم الحملات الاعلامية الاسبانية تجاه المغرب العودة الى بعض المعطيات المتعلقة اساسا بالمرجعية التاريخية المتمثلة ,في الدلالات و الامتدادات السياسية لسلسلة من الاحداث التاريخية التي وقعت في الماضي. وابرزساعف ان مسالة الجوارمسالة تفسر بجلاء مشاعر الحقد ,الدي يكنه الاعلام الاسباني للمغرب ودلك على غرار بعض النمادج العالمية الكبرى, كنمودج تركيا و اليونان, وشدد على ضرورة نهج اسلوب الحوار ,وعدم تضخيم مكانة المغرب في اعين اسبانيا. وفي سياق متصل ,اكد عبد المنعم الديلمي الرئيس المدير العام لمجموعة (إيكوميديا, ان المغرب لم يتصرف كما يجب ازاء الحملات الاعلامية الاسبانية الاخيرة ,ودلك فيما يخص دراسة المواطنين الاسبان ونظرة الراي العام الاسباني للمغرب واشار الى ان المغرب يحتاج الى بناء صورة سياسية واستراتيجية جديدة , للدفاع عن مصالحه وقضاياه تقطع مع الصورة النمطية, التي كونها الغرب عموما عن المغرب كبلد الظلامية ينتمي الى حقبة القرون الوسطى. من حهته ,تطرق يونس مجاهد رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية, لعلاقة النقابة بفيدرالية الصحفيين الاسبانيين, حيث اشار الى ان النقابة الوطنية للصحافة المغربية قد سبق لها وان دعت فيدرالية الصحفيين الاسبانيين الى ضرورة الاشتغال وتنظيم لقاءات للنقاش حول اخلاقيات المهنة, والمنع المتكرر للصحفيين الاسبان, من ولوج التراب المغربي لكن يضيف مجاهد, لم تجب الفيدرالية وفضلت الصمت بل تمادى الصحفيون الاسبان في حملاتهم ضد المغرب, حتى بعد ان فسح لهم المجال لتغطية الاحداث فوق ترابه. واشار مجاهد ,الى ان الخلل يكمن في سياسة المغرب الدفاعية والمتعلقة اساسا بعدم استغلال وسائل الاعلام العمومية للدفاع عن مصالح المغرب, بالاضافة الى غياب دراسات للمجتمع الاسباني ولوسائل الاعلام ;لمعرفة كيفية اشتغالها ومدى استقلاليتها عن مراكز النفود.مشيرا الى ان الحملات الاعلامية الاخيرة ; كان وراءها روؤساء التحرير في مجموعة من المنابر الاعلامية الاسبانية ; والدين يحددون طريقة التعامل والمعالجة الاعلامية للاحداث . . واوضح مجاهد ان مجموعة من وسائل الاعلام الاسبانية, تعتمد في تغطيتها لمجموعة من الاحداث التي تهم المغرب, اما على منظمات حقوقية في الصحراء اوالحصول على الاخبار عن طريق التيليفون ,او الانترنيت ,مع التوظيف وبطريقة انتقائية لجميع الموضوعات ,و القضايا المطروحة بالمغرب بشكل منهجي, وعن سبق الاصرار والترصد.اضافة الى الاستغلال اللااخلاقي لورقة حقوق الانسان وبعض الصيغ العصرية كمصطلحات الابادة و التطهير العرقي كما حدث مؤخرا في مخيم كديم ازيك بمدينة العيون.